باتت نغمة التحكيم واللجان التي تسقط على انتصارات الهلال، ويرددها الكثير من المراقبين بمختلف مواقعهم؛ في سبيل تشويه جمال هذا الفريق وتميزه، رغم أن الحقيقة تجانب ذلك. فهذا الزعيم بنى أمجاده وأحدث الفارق، بعد أن أزاح الصافرة المحلية وباتت القمصان الأجنبية من تقود نزالاته، والتي يكتوي أحياناً بنار أخطائها، لكنها لا تحرق وجهه، ورغم ذلك يكسب الجولة ويحقق الأرقام المتميزة. هذا الهلال قبل أن يكون ضمن أندية صندوق الاستثمارات، وبعد دعم الدولة- حفظها الله- صنوان للبطولات لا يفترقان.
مع بداية هذا الموسم تندر المناوئون على صفقات الهلال التي لا تقاس بحجم عناصرهم المصنفة بفئة (A)، لكن الأمور تبدلت في نظرهم بعد عراك الدوري، وتحول الهلال الأقل تصنيفًا في نظرهم لفريق مختلف كمنظومة، وبات يفوقهم أداءهم وعطاءهم ببون شاسع. هلال يغرد وحيداً وهم لم يتجاوزوا الأدوار الإقصائية على الصعيد الخارجي، وودعوا مشهد البطولات بطريقة يندى لها الجبين. أما في الداخل، فالأمور تؤكد أن الزعماء متميزون، هلال يضرب بعنف ووصل لرقم تغنت به جميع قارات الأرض الخمس، وردد الإعلام العالمي والعربي والخليجي عبارات الثناء. هذا الفريق والعطاء والجمال ينسجه هلال السعودية، غير أن هناك من داخل الدائرة المحلية يشكك ويرمي التهم الجزاف، في حين يرد عليهم إعلامي أجنبي ويدحض كلامهم، بمعنى أن الإشادة تأتي من الخارج وتلقى التقليل بالداخل، وحديثي هذا لا يعني الشمولية، فهناك إعلاميون ولاعبون محليون وإداريون كانوا عند الموعد، وتفاعلوا مع الحدث، بعد أن كتب الهلال اسمه كأكثر فريق بالعالم يسجل سلسلة انتصارات متتالية، متخطياً الأرقام السابقة، ولاشك أنه منجز يحسب للرياضة السعودية في المقام الأول؛ لأن المجد للوطن والرقم للهلال. اللافت أنه ظهرت شخصيات قيادية كنا ننظر لها بعين العافية ( أسعد) أنا شخصياً بطرحها، لكنها انزلقت في وحل التعصب والمظلومية، وكتبت أو كتب لها عبارات تمس الهلال، لا يقبلها الذوق الرياضي، وحديثهم لا يقل عن البقية المتشنجة لمحاولة غرس وتكريس فكر المؤامرة، ويجب أن يدرك الجميع أن الهلال الآن يتبع لجهة سيادية، ويفترض النظر له بعين التعقل؛ لأن أنهار العطاء باتت متساوية؛ بل إن الاتحاد الذي جُهز لكأس العالم بعشرة لاعبين أجانب في صفوفه من الوزن الثقيل، غادر المشهد في أول خطوة، والهلال ذهب لذات المحفل في الموسم الذي يسبقه وكان مُوقوفًا لفترتين، وخاض العراك بخمسة عناصر أجنبية، وحقق وصافة العالم في سابقة لم يجسدها فريق عربي أو على صعيد القارة الآسيوية كمتأهل وليس مستضيفًا، والنصر الذي يملك نخبة لاعبي العالم لم يتجاوز دور الثمانية في المحطة الآسيوية، بعد أن وضعته القرعة مع فريق الفيحاء في دور (الـ16) وحينما جاء العراك الحقيقي غادر المشهد، فما ذنب الهلال إذا نجح في مسيرته، وأنتم تكررون مشاهد السقوط؟ ليس ذنب الهلال أن يقصي الاتحاد خمس مرات في موسم، ويطيح بالنصر والأهلي والبقية، فهذا يُدرج ضمن التميز، أشياء وأشياء لاحت على السطح يندى لها الجبين، والمضحك أن نغمة النشاز التي يرددونها مكشوفة ومضحكة، والمؤلم أن هناك لاعبين لفظتهم أنديتهم في وقت سابق؛ بسبب بعض الخلافات، وضمهم الهلال وصعدوا للمنصات، وهو الطريق الذي لا يعرفونه من قبل، وكم (سعد) هذا اللاعب وهو يجد نفسه بالقمة بعد أن اقترب من بيت البطولات. ختاماً لا نقول إلا هنيئاً لنا بهلالنا، الذي يكتب حروف المجد المتباينة، ووصل لقمة العالم وحيداً؛ بفضل الدعم اللا محدود من القيادة الكريمة، بعد أن ترجمها لبطولات ومكتسبات مشهودة، وفشل آخرون بقدر ما كانوا عليه قبل الدعم يصارعون على الهبوط ومنهم من هبط.
نسيت أن أقول: ليس عيباً أن تستجمع بعض الفرق قواها قبل مقابلة الهلال، وكأنها تخوض” نهائي كبير” وتتوارى بعد موقعة الزعيم، والمرفوض منهم الاعتراضات والخشونة المبالغ فيها وغير المبررة. نلتقي على الخير.