الذين درسوا في الكليات والجامعات الأمريكية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، يذكرون كيف أن مادة الإقتصاد ، كانت تردِّد وبكل مجال محاربة الإحتكار،بل ومنعه في الاقتصاد الأمريكي والغربي علي وجه الخصوص.
وفي عام 2001 م ،تم تعليق الخدمة التجارية لطائرات الكونكورد الفرنسية الصنع ،ثم تم في عام 2003م تقاعد الطائرة بعد 27 عاما من العمليات التجارية.
ماحدث آنذاك ،كشف لكل المهتمين بشؤون الاقتصاد،الكذبة الكبرى في محاربة الإحتكار ،بل وحتي تحريمه في الاقتصاد الأمريكي، وأن أكذوبة تحريم الاحتكار ،ليست سوي مجرد كذبة مارستها أمريكا لتحتكر معظم الصناعات، وعلي كل الصعد، وظهرت بوضوح، في محاربتها لتطبيق تيك توك الصيني المنشأ، وقبلها محاربة تطوير الصين لتقنية ال 5 جي.
سياسيو الحزبين الديموقراطي والجمهوري ،إتفقا -رغم اختلافهما علي كل الأصعدة-، وفي خطوة نادرة الحدوث ،إتفقا منذ أيام علي مقاطعة تطبيق التيك توك مالم تقوم الصين ببيعه لشركات أمريكية.
كل من عرف ودرس الحالة الامريكية فيما يتعلق بالمعلومات ،يعرف كيف أن كل المجالات في المجتمع الأمريكي مسيّرة لتضليل الشعب الأمريكي، وحجب معظم الحقائق التاريخية عنه، وهذا ظهر بوضوح في مقطع فيديو انتشر قبل أيام علي شبكات التواصل الاجتماعي ، يكشف فيه طالب أمريكي هذه الحقيقة المثيرة للجدل، ويستغرب اتفاق أعضاء الحزبين علي مقاطعة تطبيق التيك توك مالم يتم بيعه لشركات أمريكية!
والمتتبع للاعلام الأمريكي من تلفزيون ووسائل تواصل إجتماعي، والميديا بكافة أنواعها ،يعلم علم اليقين كيف أن هذا الإعلام الذي يتبجَّح باكذوبة الحرية،قام ويقوم بحجب كل المعلومات الإخبارية التي تكشف اجرام الصهاينه في إسرائيل في غزة، لتضليل الرأي العام الأمريكي ،بل وحتي توجيهه لصالح عدوان الصهاينة علي غزة.
لقد سقط النقاب عن أكذوبة الإحتكار،ووهم الحريات الذي أطلقت شعاراته الولايات المتحدة الامريكية ،وعلي كل الصعد ،وأنه قد آن الأوان، أن يتم إصلاح النظام العالمي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ،للقضاء علي الاحتكار الحالي للنظام العالمي المهتريء بفعل احتكار الولايات المتحدة والغرب للنظام الأممي العالمي ،ولابد من إصلاحه، لتعمّ العدالة والمساواة عالمنا المضطرب في الوقت الحاضر.
• كاتب صحفي
ومستشار تحكيم دولي
mbsindi@