تحتفي المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وقيادة “بيوم العَلم”، المصادف لليوم الـحادي عشر من شهر مارس الحالي 2024م ، وهو اليوم الذي أصدر فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية أمره الكريم – يحفظه الله -، بأن يكون يوم (11) مارس من كل عام ، يوماً خاصاً بالعَلم باسم “يوم العَلم”، لأنه ينطلق في قيمته الوطنية ((الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام، التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون، كان هذا العَلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعزّ شامخة لا تُنكَّس وإيماناً بما يشكّله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها
ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية ، وحيث أن يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م ، هو اليوم الذي أقر فيه جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – العَلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والنماء والرخاء)).
إن حكمة ورؤية خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله –، وبعد نظره وإلمامه وتعمقه بتاريخ الدولة السعودية (نشأة وتاريخاً وتأسيساً)، تظل محل نظره واهتمامه ، وفكرة تأسيس يوم للعَلم وجعله مناسبة تحتفي بها البلاد في كل عام، تحقق مستهدفات الدولة السعودية خلال مسيرتها الطويلة المشرفة، والتي تجلّت بالبطولات الرائدة التي سجلها تاريخها على صفحاته بمداد الشجاعة والفخر والاعتزاز ، واهتمام الدولة – أيدها الله- بالحفاظ على تاريخها وتراثها ، وربط ماضيها التليد بحاضرها المزدهر، دلالة واضحة على حكمة وبُعد نظر حكامها، وحرصهم على الرفع من شأنها وتعزيز مكانتها عبر أدوارها السابقة واللاحقة محلياً وعالمياً.
إن إصدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمره الكريم بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم باسم (يوم العَلم) ، وجعله مناسبة تحتفي بها البلاد في كل عام، لم يأت من فراغ ، فما يتمتع به – حفظه الله – من رؤية تاريخية للمملكة ، والأدوار التي مرت بها نشأةً وتاريخاً وتأسيساً ودعوة خاصة، والجزيرة العربية عامة، جعلته يخصص يوماً باسم يوم العَلم تتوسطه وتزيّنه راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ، التي عمّت أقاصي الدنيا بالنور والهداية ،ولا يزال مفعولها العقائدي سارياً ومضيئاً على بلادنا والعالم أجمع، كل ذلك كان الدافع الأسمى والأمثل، إن دلّ ، فإنما يدل على ما يتمتع به حكامنا من رؤى ثاقبة ،وأفكار بناءة ، توطِّد ماضي مسيرة تاريخنا الخالد بحاضرنا المزدهر.
إن خير ما أختم به الحديث عن مناسبة “يوم العلم” وأهدافه ومدلولاته الهادفة،قصيدة لمعالي الشاعر السعودي الكبير السفير د. عبدالعزيز محي الدين خوجه وزير الإعلام السابق عن (يوم العَلم) .. قيمته وسمو أهدافه:
أَيُّها الأخضَرُ رَفْرِفْ عَلَماً
سنُبَاهِي بِعُلاَكَ الأُمَمَا
أيُها العالي مُضيئاً في الذُرَى
لكَ أنْ نَفْدِيكَ رُوحاً ودَمَا
عَلَمٌ يَكْفِيه فَخْراً أنهُ
إنْ رَأَيْنَاهُ ذَكَرْنَا الْقَسَمَا
كِلْمَةُ التّوْحيد تاجٌ فَوقَهُ
سُطِرَتْ بالنُّورِ تُهدِي القِيَمَا
أَخْضَرٌ إِنْ يُجدِبِ الْكَونُ فما
خَابَ مَنْ لِلْعَلَمِ الْحُرِّ اْنتَمَى
هُوَ رَمْزٌ لِبلادِ قَدْ غَدَتْ
لِلّذِي يَطْلُبُ مَجْدَاً حُلُمَا
كُلّما رَفْرَفَ عِزاً في الْسّمَا
شَمَخَ العِزّ وباهى الأنْجُمَا
وبالله التوفيق.
وبالله التوفيق.