البحث العلمي والابتكار هما مفهومان مختلفان ولكن يتقاطعان في بعض النقاط، لذلك كان قرار إضافة بند البحث العلمي في وزارة التعليم ودعمه من خلال ميزانية الدولة الأثر الكبير في زيادة براءات الاختراع، ممّا جسد الاهتمام والدعم الكبيرين الذي توليهما قيادتنا الميمونة نحو تحقيق التميز ودعم الإبداع في البحوث العلمية ــ ممّا سمح بتحويل براءات الاختراعات، والأفكار الإبداعية القابلة للتنفيذ على أرض الواقع إلى منتجات اقتصادية ،
لذلك سعدنا جميعا بانطلاق برنامج تأهيلي طموح في مركز ” مشكاة” التفاعلي بمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بمدينة الرياض ، والذي تنظمه مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” بشراكة استراتيجية مع وزارة التعليم لاختيار (35) مبدعاً ومبدعة من أصل (45) لتأهيلهم لتمثيل المملكة عالمياً بالمعرض الدولي للعلوم والهندسة “آيسف” 2024بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية في شهر مايو المقبل مع أعداد كبيرة من الطالبة والطالبات من شتى أنحاء العالم متخصصين في مجالات العلوم والهندسة، ويتنافسون على جوائز هذه المسابقة العالمية إضافة إلى المشاركة في معارض الابتكار الدولية الأخرى ومنها “آيتكس” في ماليزيا، و”تايسف” في تايوان ويتضمن البرنامج قيام المرشدين بمراجعة مشاريع الطلاب، لتحديد خطة عمل لكل مشروع لتقويته والعمل عليه وحتى رفع المشاريع في “آيسف” للظفر بمراكز عالمية خاصة ان عدد المشاركين في أولمبياد إبداع هذا العام زاد بنسبة (40%) مما أسهم في نشر ثقافة البحث العلمي والابتكار في الميدان التربوي، وإحداث حراك علمي شديد الطموح، توّج بحصول المملكة على مراكز عالمية متميزة في المشاركات الدولية، واكتشاف ورعاية ودعم الموهوبين والمبدعين السعوديين، وتنمية قدراتهم وتطوير مشاريعهم العلمية، وتوفير بيئة جاذبة ومحفّزة للإبداع ممّا حفّز الكثير من أبنائنا الموهوبين للدفع بمشاريع ابتكارية جديدة ، ومنها ما قام به مؤخراً المتدرب السعودي عبد الله آل هاجر من كلية التقنية بتبوك بالدفع بمشروع جديد يعتمد على التقنية في تقليل حوادث الجسور للحصول على الميدالية الذهبية بالمعرض الدولي للاختراعات والابتكارات والتقنية الذي أقيم في ماليزيا ، وهذا المشروع يستخدم التكنولوجيا المتقدمة للتقليل من الحوادث المرورية التي تقع على الجسور ، وفي هذا الصدد شكَّل الابتكار جزءًا رئيسا من الأنشطة اليومية لأرامكو السعودية في مجال إنتاج النفط ، وشرعت الشركة بتشجيع الابتكار والحصول على الملكية الفكرية للأفكار المطروحة ، إلى جانب تركيزها على بناء قاعدتها من براءات الاختراع.
هنيئاً لمملكتنا الحبيبة كل هذه النجاحات المتتالية التي تحققت بفضل الله ثم بفضل سواعد أبناء وطننا العظيم بكل فئاته مواكبة للجهود المضنية التي يبذلها الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن العزيز آل سعود ـ يحفظه الله ـ للصعود للعالمية بكل ثقة واقتدار.