في اليوم 22 من فبراير من كل عام، تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى يوم التأسيس وذلك بناءً على قرار ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بأن يكون هذا اليوم من كل عام هو تعبير عن الاعتزاز بهذه الذكرى المباركة وهو يوم تستحضر السعودية كلها حكومة وشعباً مسيرة أمجاد وتاريخ على مر ثلاثمئة عاماً من العزم والتصميم والبناء ثلاثة عقود من الزمان حفلت بكثير من الأحداث والمواقف والصراعات الداخلية ومع الدول المجاورة وسجلت من الانتصارات ما يستحق الفخر به. واستمرت الإنجازات على مرور عقود من الزمان حتى أقر المؤسس دعائمها واستمر البناء والعطاء والتخطيط حتى كانت السعودية بحلتها المهيبة كما هي اليوم .
لم يكن الاحتفال بيوم التأسيس كأي احتفال يمر مرور الكرام ، إنما هو احتفال يرمي لأهداف عميقة التأثير وبعيدة الأثر ، فالاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية ، وأيضاً افتخار الأجيال بصمود دولتهم السعودية في مراحل تأسيسها خلال قرون ثلاثة، والدفاع عنها أمام الأعداء والمشكّكين في تاريخها ،يعدّ من الأهمية بمكان. ومن الأهداف الهامة أيضاً لترسيخ التأسيس في عقول السعوديين ونفوسهم، استمرار الدولة السعودية وثباتها واستعادتها لقوتها المرة تلو المرة وهذا التاريخ يقودنا ويذكّرنا باعتزازنا بالوحدة الوطنية للمملكة والتي أرسى دعائمها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- ثم توالت الإنجازات على يد أبنائه ملوك المملكة العربية السعودية على مرّ السنوات وفترات حكمهم -رحم الله أمواتهم – وحفظ مليكنا الملك سلمان وولي عهده -وفقهما الله – وكان حول المؤسس وحول أبنائه رجال مخلصون نذروا أنفسهم للبناء والعطاء لهذه الأرض الطيبة فكانوا خير معين وخير سند ، وهاهي المملكة اليوم تعدّ واحدة من أكبر الدول العربية من حيث المساحة والسكان ، وأغنى الدول على مستوى العالم بالخيرات التي حباها الله بها وأودعها في باطنها ممّا جعلها تتميز بثروات طبيعية هائلة استثمرتها استثماراً مكّنها من أن تكون في السنوات الأخيرة في مقدمة الدول التي يشار إليها احتراماً وافتخاراً ،وقد فرضت السعودية قامتها وهيبتها وإعجاب العالم بها شاء من شاء وأبى من أبى.
وممّا يستوقف العقول ،هو احتفال السعوديين كبيرهم وصغيرهم ، ليس في مؤسسات الدولة وإداراتها الرسمية فحسب، بل تعدى الاحتفال إلى داخل البيوت، فأصبحت العائلات تحتفي باليوم الوطني وبيوم التأسيس احتفالاً مبهجاً ، يدل بكل وضوح على مدى ارتباط الشعب بالقيادة وبتاريخ وطنهم.
احتفال السعوديين بيومهم الوطني ويوم التأسيس، لم يأتِ فرضاً عليهم بل جاء من قلوبهم وإحساسهم بأهمية تاريخ وطنهم جاء فخراً بجذور دولتهم العريقة، من يشاهد الاحتفالات باليوم الوطني ويوم التأسيس داخل البيوت السعودية وفي المدارس والمؤسسات، يدرك عمق المحبة وقوة الاعتزاز بهذا الوطن ،وبالبداية التي سجلها التاريخ وكانت شعار التأسيس(يوم بدينا) فمنذ 22/2/1722 وحتى يومنا هذا مسيرة عزيمة وتصميم مسيرة إصرار عجيبة تملّكت نفوس أولئك الذين قادوا أحلامهم فوق خيولهم وعلى سنان سيوفهم لم تثنهم هزائم ولم تضعفهم ظروف صعبة كم من مرة لمّلموا شتاتهم وقفزوا فوق خيولهم يحيط بهم غبار حوافرها يقطعون الفيافي والقفار ومشاعلهم الإستعانة بالله ثم قوة إصرارهم . والله ما أعظمهم من رجال. فكيف لا نحتفل بالتأسيس؟ كيف لا نحيي ذكراهم وأفعالهم وهم يهتفون بلا إله إلا الله محمد رسول الله؟ لم يفكروا في عدد أو عدة كل ماكان يشغلهم استعادة وطن وإرساء قواعده. لله درهم من رجال كلما أقرأ مسيرتهم حتى تم تأسيس المملكة العربية السعودية ، أشعر بفخر انتمائي لهذه البلاد بتاريخها وأهلها ، أعتز بهذه الجذور الراسخة في العمق ،وأجد أنه من الواجب أن نفتخر بذلك جميعنا وأنه من الواجب أن نحتفل بذكريات تنعش قلوبنا وترينا كم بذل هؤلاء الأفذاذ من أجل هذا الوطن، والجميع مسؤول عن تربية الأجيال بالاعتزاز بهذا التاريخ والحفاظ عليه والفاع عنه واستمرار الإنجازات حتى تكون السعودية هي السعودية العظمى رغماً عن كل حاقد وحاسد. ودمتم.
اللهم (زد بلادنا عزاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً).