مع اقتراب شهر رمضان المبارك ، تستعد العائلات في جميع أقطار الوطن العربي لاستقباله ، وتأمين الإحتياجات الغذائية اللازمة له ، مع فرصة اغتنام العروض الترويجية التي تطرحها متاجر المواد الغذائية أو أسواق الجملة ، التي تكون بمثابة الطعم لجذب أكبر عدد من المستهلكين ، في الشباك وبعدها يتم استنزاف جيوبهم .
فمشاهد الإزدحام على تلك الأسواق قبيل رمضان والتي أسلفت عن أسبابها ، من المشاهد المعتادة ،لكن المشهد الذي يحتاج للعديد من الهالات الضوئية المكثفة ، هو الثقافة الشرائية في رمضان ، التي تكمن في (شراء الكل في يوم ، ولا الشراء في كل يوم )، وهي شراء وتكّديس المواد الغذائية في وقت واحد بدلاً من تقسيمها على عدة دفعات وعلى أوقات متفرقة ، السياسة التي يعتمدها الأغلبية ، إلى أن أصبحت عادة سنوية سيئة لدى الكثير، فالبنظر للمسبِّبات والدافعية في شراء المستلزمات الرمضانية في وقت واحد وتكّديس عربات التسوق ، هو الخوف من ارتفاع الأسعار ،وجشع التجار في المواسم ، والذي يعتبر سبباً منطقياً لهم في ذلك الوقت ، وثقل الخروج في رمضان مع ازدحام الشوارع وضيق الوقت قد يكون أحد المبررات ، ومن الأسباب أيضاً عدم وجود خطة شرائية واضحة تتضمن قائمة الإحتياجات كي لايتم الشراء أكثر من الحاجة .
قد يحصل من تكّديس الأطعمة وتخزينها إنتهاء مدة صلاحيتها ،عند عدم توفير مكان وبيئه معينة لبعض الأطعمة التي يفوق عددها المساحة المخصصة لتخزين، و يكون ذلك سبباً في فسادها ومصيرها إلى سلة المهملات، بالتالي لاتدوم إلى نهاية الشهر ممّا يترتب على ذلك توفير ميزانية أخرى تعويضية عن الأطعمة التالفة وغير الصالحة للإستخدام ،
فيعتبر ذاك تبذيراً و إسرافاً لامبرر لهما ، سواء في المال أو الجهد أو الوقت ، فتحديد سياسة الشراء في رمضان أمر في غاية الأهمية .