قبل عدة سنوات كنت آتياً من قريتي في العرضية الجنوبية، عن طريق الساحل الغربي في اتجاه مكة المكرمة – الطائف – حيث مقر عملي، وكانت الطرق الطويلة والسريعة في تلك الفترة ، قليلة الخدمات وخاصة محطات الوقود وصيدليات الأدوية.
ولقرب نفاذ البنزين من مركبتي، اتجهت لإحدى محطات الوقود وربما كانت الوحيدة عبر ذاك الطريق، وإذا بها مغلقة لأداء الصلاة، والناس مجتمعة حولها في انتظار فتحها، وقد لاحظت أن أحد المنتظرين كان غاضباً جداً ويتفوه بكلمات غير عادية، فهدأته وقلت له: إصبر دقائق وتُفتح المحطة. قال لي في حرقة وألم: لا تلمني فقد جئت من إحدى القرى النائية ومعي زوجتي في حالة خطرة لتعسر ولادتها في القرية، واحتياجها لعملية قيصرية في أحد المستشفيات المتخصصة، وحضر العامل وزوده بالبنزين وواصل مسيرته والجميع يدعون لزوجته بالسلامة.
من حرص واهتمام بلادنا – أيدها الله – رائدة التضامن الإسلامي، ومنبع الرسالة المحمدية إلى أقاصي الدنيا بالنور والهداية، تنفيذ شعائر الإسلام الخالدة وتعاليمه السمحة، والحفاظ على الصلوات الخمس وأدائها في أوقاتها، وهي سجية دينية جُبلنا عليها جيلاً بعد جيل ، ومن ذلك إغلاق المحلات التجارية وما في حكمها في أوقات الصلوات وفق خطة تنظيمية وجهت بها الجهات المعنية حفاظاً على أداء الشعائر الدينية في أوقاتها المحددة.
وحول هذا الموضوع، وتقديراً لبعض الحالات الإنسانية التي أشرت لبعضها في سياق هذه الكلمة، والتي تستدعي نظرة فاعلة ودراسة مستفيضة من جهات الاختصاص، رجوت الجهات المعنية دراسة عدم إغلاق بعض الجهات الخدمية كمحطات البنزين وصيدليات الأدوية وخاصة الموجود منها على الطرق الطويلة والسريعة، بحيث يُوزع العمل فيها على فئتين فئة تؤدي الصلاة في وقتها ، والأخرى تؤدي الصلاة بعد حضور الأولى، وبذلك نُواجه الحالات التي تستدعي الإسعافات الأولية والعاجلة والحرجة وما في حكم ذلك من الحالات المماثلة بحلٍ أمثل وخطة ناجعة.
خاتمة: يبدو أن مقترحي الذي مر عليه سنوات طويلة، لم يحظ بدراسة تحقق مستهدفاته، فما زالت معظم الجهات التي أشرت إلى بعضها ملتزمة بالتنظيم السابق.
لذا ، فإنني أُجدد مطالبتي للجهات المعنية بوضع تنظيم يُعالج الحالات الإنسانية التي أشرت إليها وِفق مقترحي السابق المتجدّد.
وبالله التوفيق.