التصرفات التي أحدثها لاعب النصر البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد نهاية نزال فريقه أمام الهلال الخميس الماضي، التي انتهت بفوز الزعماء بهدفين دون مقابل، وكسب على إثرها كأس موسم الرياض، في حين كان يكفي النصر التعادل لربح المناسبة، غير أن سافيتش وسالم الدوسري وبقية نجوم وصيف العالم كان لهم رأي آخر، ففرضوا الانتصار المعتبر الذي أخرج الكثير من لاعبي النصر عن النص، وتحديداً ثاني أكبر نجم في تلك البطولة بعد (ميسي) حيث حدثت منه بعض التصرفات على هامش التتويج، بعد أن أسدل ستار النزال المعتبر، الذي برهن علو كعب الهلال على جاره وتحديداً في آخر مقابلتين عقب اكتمال صفوف الفريقين على صعيد الأجانب والمحليين. كريستيانو واجهة النصر تفاعل مع تصرفات بعض الجماهير في قضية (الشال) الأزرق الملقى على الأرض، وما تلاه من سيناريو، وكان الأجدر به تجاهل الموقف والاستمرار في مسيرته، أو حمل الشال ورده على الجماهير بطريقه جميلة، وكأنه يرد الأمانة لأصحابها، فهذا التصرف سيخرس كل من خرج عن النص، وسيكون أفضل تعامل (وللأمانة هذا رأي أخي العزيز (أبو تركي ) الرجل الحصيف في نظرته، الذي استقي منه الكثير من الأفكار) لكن الأجواء التي لامست الحادثة دفعت بالكثير من النقاد للوم القائد النصراوي على فعلته، والأكيد أن ما حدث لا يقبله الذوق الرياضي، عطفاً على تجربة كريستيانو، الذي سبق وأن خاض معارك كروية قوية في مشواره، وواجه عنفًا جماهيريًا، يفترض أن تكون لديه الحصانة لكبح ردة فعله ولا يمكن نسيان أيامه مع اليونايتد، والريال، وقبلها لشبونة، وفوزه بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هدافي أوروبا، بالإضافة إلى مساعدة ناديه اليونايتد لنيل لقب دوري أبطال أوروبا عام 2008م، وحصل في ذلك العام على جائزة أفضل لاعبٍ في العالم من الفيفا، وهي الجائزة الأولى في مسيرته، وخاض تجربة فريدة مع النادي الإيطالي يوفنتوس، وعاد (للمان) قبل ارتداء شعار النصر السعودي في أكبر صفقة في الملاعب السعودية، وكان الهدف من التعاقد جوانب تسويقية ودعائية، وأخرى تتجاوز الإطار الفني، وبالتالي يتعين أن يكون قدوة للنشء الصغير ومن يتابع الدوري السعودي؛ من أجل مشاهدته وبقية الأسماء التي يشار لها بالبنان، عموماً اللاعب المتكامل الذي يحمل القيمة الفنية والأخلاقية خير من يجسد تلك الصورة على سبيل المثال الأرجنتيني (ميسي) الذي يمتص ردات الفعل بتصرف إيجابي مع حماقات الجماهير، وقرارات الحكام، وما يواجهه داخل الميدان إذا اصطدم بعنف من المنافسين، أو من يحاول جره خارج اللعب، ولاشك أن بيت الشعر (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت… فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا) يجسد الكثير من التفاصيل التي يطول الحديث عنها للاعب المتكامل. لا أود الاستطراد بالحديث عن الصورة التي خرجت من البرتغالي في الكثير من الأحيان، وربما لا تتناسب مع الهدف الذي جلب من أجله، وهنا يتعين أن تكون نظرتنا متوازنة عند الطرح، صحيح هناك مكتسبات جلبها للرياضة السعودية، وفريق النصر، ولكن قد يشوبها بعض التصرفات التي تخدش روح الرياضة، وفي تصوري حينما تتكامل ستتجلى الصورة بأجمل حللها، ثمة جانب آخر أتمنى من جميع النقاد، ومن لهم حضور ومشاركة في (السوشال ميديا) أن نتلاحم لأجل تحقيق الهدف المنشود في الثناء والنقد، ولا يكون هناك فريقان متضادان بالرأي في حدث غير مقبول، الأهم عدم التجني فهذا لا نرضاه، بخروج ناقد يبرر تصرفًا مشينًا بطريقه واهية، ومحاولة الذهاب بالحقيقة لاتجاه آخر؛ لأن من يتواجد في المدرجات أبناءنا وأحبابنا وفلذات أكبادنا، وبالتالي نتمنى أن تكون الصورة التي تلوح من اللاعب المحلي والأجنبي في كامل جمالها، وقبل أن أختتم تلك الأسطر، لم أتمنى رؤية العنف الكروي من المدافع النصراوي علي لجامي تجاه زميله قائد المنتخب السعودي سالم الدوسري، فالثنائي لهما أهمية في صفوف الأخضر السعودي، وننشد ألا تلامسهما الإصابة، ليكون الجميع في كامل جاهزيته الفنية والبدنية خلال المشاركات المحلية والخارجية.