الرياض – البلاد
قال محمد إدريس، مدير تصميم الحلول التقنية، ريد هات، الذكاء الاصطناعي أحدث تحولاً كبيراً في مختلف القطاعات، وأعاد صياغة منهجيات تعاملنا مع المشكلات المعقدة، وأفسح المجال أمام إمكانيات جديدة وآفاق غير محدودة للتطور ضمن طيفٍ واسع من المجالات. ويشكل التكامل السلس للخدمات السحابية عنواناً رئيسياً ضمن هذا المشهد، ويضطلع بدورٍ محوري في تمكين مسارات نشر الذكاء الاصطناعي وتطوير تطبيقاته. وتعد الخدمات السحابية خدمات بيانات ومنصات وتطبيقات مستضافة ومُدارة، وتساهم بصورةٍ مؤثرة في تبسيط التجربة السحابية الهجينة، والحد من التكلفة التشغيلية وتعقيدات توفير تطبيقات سحابية أصلية.
وأضاف أن الخدمات السحابية تتواءم مع الذكاء الاصطناعي بمنهجيةٍ تكاملية، حيث تعد الخدمات السحابية العمود الفقري للتطور المستمر والانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي. ويفضي هذا التكامل إلى آفاق تحوليَّة جديدة، ويمهد الطريق أمام تغيير ممارسات الأعمال التقليدية.
وتتطلب خوارزميات الذكاء الاصطناعي، لا سيما الخوارزميات المتعلقة بتعلم الآلة والتعلم العميق، قوة حوسبية هائلة لمهام التدريب والاستدلال. وتوفر الخدمات السحابية مجموعة مرنة وقابلة للتوسع من موارد الحوسبة، متيحةً لخبراء ومتخصصين الذكاء الاصطناعي للوصول إلى القوة الحوسبية اللازمة للتعامل مع مجموعات ضخمة من البيانات والنماذج التدريبية المتطورة. ويسهم ذلك في إتاحة تطوير الذكاء الاصطناعي للمؤسسات من مختلف الأحجام، وتمكينها من الاستفادة من قوة المعالجة المطلوبة لتحقيق رؤاها وأهدافها ضمن مجال الذكاء الاصطناعي.
كما تتطلب الطبيعة الديناميكية لأعباء العمل في مجال الذكاء الاصطناعي بنية تحتية مرنة، ويُعزى ذلك إلى تغيُّر الاحتياجات الحوسبية خلال مراحل التطوير المختلفة. وتتفوق الخدمات السحابية في قابلية التوسع، ما يتيح للمستخدمين توسيع الموارد أو تقليصها وفقاً لمتطلبات العمل، دون الحاجة لقيام العملاء بتثبيت وتهيئة وإدارة البنية التحتية، فضلاً عن توفير تجربة متسقة لعمليات التطوير والنشر في البيئات السحابية الهجينة والمتعددة. ويتيح ذلك للمطورين التركيز على بناء التطبيقات وتطويرها، دون الحاجة لتخصيص جهود وموارد إضافية لعمليات الترقية أو تحديثات الأمان والامتثال والمراقبة والتسجيل والدعم. وتضمن قابلية توسيع الخدمات السحابية الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة، سواء كان ذلك في فترات الذروة للتدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي أو إدارة أعباء عمل منخفضة خلال فترات عدم النشاط، الأمر الذي يجعل تطوير الذكاء الاصطناعي أكثر سلاسةً واستجابة لمتطلبات العالم الواقعي.
وأوضح محمد إدريس، أنه لطالما شكلت تكلفة شراء وصيانة موارد الحوسبة عالية الأداء عائقاً أمام العديد من المؤسسات التي تسعى إلى استكشاف آفاق الذكاء الاصطناعي. وعلى هذا الصعيد، يتيح نموذج الدفع حسب الاستخدام للخدمات السحابية مجالاً واسعاً أمام إمكانية الوصول إلى موارد الحوسبة عالية الأداء، وهو ما يمكن الشركات والباحثين من تجربة وابتكار ونشر حلول الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى استثمارات أولية كبيرة، ما يعزز زخم وشمولية تطوير الذكاء الاصطناعي.
وتشمل ميزات الخدمات السحابية قدرتها على تسهيل الوصول العالمي لموارد الذكاء الاصطناعي، وتمكين التعاون وتبادل المعرفة بين الفرق المتباعدة جغرافياً. ويعمل هذا الترابط على تسريع وتيرة تطوير الذكاء الاصطناعي، ويمكِّن الباحثين والمطورين من مختلف أنحاء العالم من التعاون فيما بينهم بسلاسة. وإضافة إلى ذلك، يمكن الوصول إلى حلول الذكاء الاصطناعي القائمة على الحوسبة السحابية من أي مكان، الأمر الذي يؤدي إلى كسر الحواجز الجغرافية، ويسهم في بناء منظومة تعاونية قائمة على وجهات نظر وخبرات متنوعة.
وتكتسب كفاءة تخزين وإدارة البيانات أهمية كبيرة في دفع عجلة تطور الذكاء الاصطناعي نظراً لاعتماده الكبير على البيانات. ويتطلب ذلك تسخير حلول التخزين المركزية التي توفرها الخدمات السحابية، والتي تسهّل بدورها الوصول السلس إلى البيانات، ما يضمن دعم نماذج الذكاء الاصطناعي عبر رفدها بالمعلومات المُحدَّثة وذات الصلة. وتفضي المركزية إلى تبسيط عملية التطوير، ما يسمح بمعالجة البيانات وإدارتها بصورةٍ أكثر فاعلية، وهو ما يمثل ركيزةً أساسيةً لتكوين نماذج ذكاء اصطناعي دقيقة وفعالة.
ويعد دمج الخدمات السحابية في عالم الذكاء الاصطناعي استراتيجية تحولية، تهدف إلى إتاحة الوصول إلى القوة الحوسبية على نطاقٍ أوسع، وتعزيز قابلية التطوير والتوسع والكفاءة، وتمكين التعاون الدولي. وفي ظل التطورات المتواصلة على صعيد التكامل بين الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي، يحمل المستقبل آفاقاً كبيرة لتطوير الذكاء الاصطناعي وإتاحتها لجمهور أوسع بوصفه أحد أبرز تجليات الطفرة التكنولوجية، الأمر الذي يدفع بعجلة الابتكار في قطاعات متنوعة، ويرسي مفاهيم ومنهجيات جديدة للطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا.