وجدت نفسي في حيرة شديدة وأنا أضع عنواناً لمقال اليوم ! هل أطلق عليه رحلة الحياة، أم سيناريوهات الحياة أو سرديات الحياة ؟! حيث أن تلك المصطلحات الثلاثة أراها متكاملة ومتجانسة ومتشابكة الموضوع والمعنى، لذلك سأتنقل في إستعمال هذه المصطلحات وأنا أناقش موضوع اليوم وأترك حرية الإختيار للقارئ كل حسب رؤيته.
تبدأ رحلات حياتنا إستكمالا لحياة والدينا، ومنذ اللحظة التي يتكون فيها الجنين في رحم الأم، فتلك حياة ورحلة في غاية الروعة والإعجاز الإلهي، حيث نعيش حياة كاملة نتشكَّل فيها وننمو ونتطور، ثم يحين موعد خروجنا الى الدنيا، ويبدأ سيناريو مختلف لحياتنا يبدأ بالطفولة وينتهي بالكهولة مرورا بمرحلة الشباب والنضج والدراسة والعمل والإنتاج، وما بينهما نهر من التجارب والسيناريوهات المختلفة،التي تثري حياتنا العملية وتشكِّل منها محطات نسطر منها سيرورتنا عبر شريط متصل من الذكريات والتجارب. الهدف من مقال اليوم هو مناقشة سيناريوهات قطاع الأعمال الخاصة بالعميل والموظف، ولكنني سأعطي أولوية قصوى لرحلة الموظف العملية لأهميتها في قطاع الأعمال خلال فترة عمله في المنشأة. وتكون البداية من مرحلة التوظيف،ثم يتبع ذلك برنامج أو سيناريو تطوير وتنمية الموظف وتحقيق أهدافه وطموحاته العملية والشخصية من خلال التدريب والتوجيه والتطوير والتعلم مدى الحياة، وإكتساب مهارات عصرية جديدة تساعده على إعادة إكتشاف نفسه، وأخيرا يعيش الموظف تجربة العمل الجماعي والتفاعل الإداري والإنغماس في بيئة وثقافة المنظمة طوال فترة عمله، وهذه المراحل بالضرورة تعتبر تجربة مثيرة وغنية بالنسبة لحياة الموظف العملية.
أما رحلة العميل، فهي تمثل مسارا تفاعليا مع منتجات الشركة، فتبدأ بالبحث والإستكشاف، أي إكتشاف ما تعرضه الشركات من منتجات وسلع وخدمات عبر المواقع الإلكترونية أو عبر عرضها بالطريقة التقليدية، وهذه المرحلة مليئة بالمفاجآت والتوقعات، وربما كثير من السعادة أو الاحباط لعدم تلبية إحتياجات العميل أو حل مشاكله، وهذا يعتمد على طريقة عرض الشركة لمنتجاتها وتصميم مواقعها الإلكترونية، ثم تأتي مرحلة إتخاز القرار والشراء بناء على تجربته وإحتياجاته، وأخيرا تنتهي الرحلة بمرحلة خدمات ما بعد البيع، مثل التوصيل والصيانة والمتابعة والتطوير الخ، وكل ذلك يعتمد على اسلوب الشركة في معالجة توقعات العملاء وتحقيق رضاهم.
وأخيرا فإن سرديات الحياة ما هي الا محطات ووقفات ضرورية للبشر أري أهمية قصوي لرصدها وتسجيلها فهي تحمل بصمات الزمن والتجارب التي نعيشها ومدي تأثيرها على حياتنا وحياة الأجيال القادمة في المستقبل.