الدعوةُ تعني أن تكونَ غايةُ همِّك محبةُ الهدايةِ للناس، ودلالتُهم على طريقِ السعادةِ في الداريْن، وانتشالهُم من جحيم ِالكفرِ والعصيان، فالداعي هو أنفعُ الناسِ للناس، لأنه ينفعُهم بالدين الذي هو أعظمُ نفعٍ تُنالُ به سعادةُ الدنيا ونعيمُ الآخرة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ).
يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (بلِّغوا عنِّي ولو آيةً).
بعضُ الناسِ يظنُّ أن الدعوةَ مهمةٌ قاصرةٌ على العلماءِ والمشايخ، وهذا مفهومٌ خاطئٌ، فالدعوة إلى اللهِ هي مهمةُ كلِّ مسلم، كما قال سبحانه: (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي). فكلُّ من اتبع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ينبغي أن يكون سبيلُه الدعوةَ إلى الله.
إن الدعوةَ إلى الله ليست محصورةً في مقاماتِ التصدّرِ من إلقاءِ الخطبِ أو تدريسِ العلم أو غيرِ ذلك ممّا يحتاجُ التأهيلَ العلميَّ المناسب، بل إنّ هناك الكثيرَ من المجالاتِ الدعويةِ التي يستطيع أن يعملَ بها كلُّ مسلم. فكم من عامةِ المسلمين من انتفعَ بدعوتِه الجموعُ والألوفُ المؤلفة؟ّ
لقد دخل الإسلامِ في اندونيسيا التي يوجد فيها أكبرُ عددٍ من المسلمين في العالم عن طريق تجارِ حضرموت الذين لم يُعرفْ عنهم كبيرُعلم.
هناك مشاريعٌ دعويةٌ كثيرةٌ يمكن أن يعملَها كلُّ مسلم:
منها تعليمُك أصولَ الإسلامِ لابنِك وابنتِك، وتعليمُك تلاوةَ سورةِ الفاتحةِ لخدمِك، وإهداؤُهم كتبَ العلمِ المترجمةِ، وأن تنشرَ تلاوةً مؤثرةً، أو ترسلَ حديثاً نبوياً، أو تشاركَ مقطعاً نافعاً في وسائلِ التواصلِ الإجتماعي، و أن تساهمَ بمالِك في الدعوة، فتكونَ سبباً في إقامةِ حلقاتِ القرآن وبرامجِ العلمِ، وصيانة المساجد، وكفالةِ الدعاِة، وتوزيع المصاحفِ وغيرِ ذلك.
المشاريعُ الدعويةُ كثيرةٌ، والمرءُ يحتاجُ إلى أن يصدقَ مع الله، ويبحثَ عن المشروعِ الدعويِّ المناسبِ له، فيعملُ له ويستمرُّ عليه.
إن الدعوةَ لا تحتاجُ إلى شهاداتٍ معينةٍ ولا مؤهلاتٍ محددةٍ، عليك فقط أن تطبقَ شرطيْ الدعوة، بأن تكون إلى الله وعلى بصيرة،تدعو إلى الله، لا إلى غيره من أمور الدنيا، وأن تكونَ الدعوةُ على بصيرةٍ وعلمٍ صحيحٍ .