البلاد ــ جدة
تشتهر منطقة القصيم كباقي مناطق ومدن المملكة بتراثها الشعبي الموغل في القدم ويتوارثه الأجيال جيل بعد جيل,ومما تشتهر به منطقة القصيم الأكلات الشعبية التي أسهمت المهرجانات السياحية والأسواق الشعبية ومهرجانات الربيع والبلدات التراثية والمراكز الترفيهية والمجمعات التسويقية بالمنطقة التي تشارك فيها الأسر المنتجة والنساء بشكل رئيس وفاعل في انتشارها وازدهارها والتعريف بها .
ويعد الحنيني الذي يتناول فطوراً في الصباح الباكر أو عشاء في فترات المساء ويتم إعداده من قرصان البر ويخلط مع التمر من المكتومي أو السكري أو غيره ويضاف إليه قطع الزبد والليمون والترنج التي توضع في وسطه وجوانبه من أشهر وأفضل المأكولات الشعبية التي يفضلها كبار السن خصوصا في فصل الشتاء لاحتوائها على سعرات حرارية عالية تسهم في مد الجسم بقوة وطاقة حرارية لبضع ساعات.
ونجد أن إحياء التراث الشعبي القديم المرتبط غالباً بكبار السن من الاندثار هو أحد الأهداف التي سعت لها رؤية المملكة 2030، ولذا فإن تعليم الجيل الجديد هذا التراث كفيل ببقائه لسنوات عديدة.
في مهرجان الحنيني في محافظة عنيزة شهد جناح الأطفال في تعلم صناعة الحنيني وتحويله لمنتج جاهز للبيع، إقبالا كبيرا من الأطفال الذين تعلموا ما هي هذه الأكلة وكيفية إعدادها.
وقالت رئيسة مجلس إدارة جمعية قُدرة الأهلية للأسر المنتجة بعنيزة نهلة الجميعة، إن مشاركتنا في تدريب الأطفال في صناعة الحنيني وكيفية انتقاله إلى صناعات تحويلية حيث يقوم الأطفال بالقسم الأول صناعة الحنيني الخام من قرصان وتمر وبعد القيام بطحنه يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي تزيين شكل الحنيني ليخرج بشكل جاهز للبيع في الأسواق.
وأضافت أن الهدف من تعليم الأطفال هو المحافظة على الموروث الشعبي للأطباق السعودية، إضافة لتثقيفهم في فوائد الأكل الشعبي خصوصا المرتبط بصحة أجسادهم. وبينت أن تعلم الطفل أحد أهداف رؤية الدولة وجودة الحياة من خلال الغذاء الصحي واللبس الصحي واللياقة وطريقة إعداد الأطباق الشعبية بطريقة منتظمة، وبينت أن آباءنا وأجدادنا قديما يعتبر الحنيني لهم من الأطباق الشعبية ولكن اليوم أصبح من الأطباق ذات القيمة المضافة التي نبغي تعليمها لأطفالنا في هذه السن المبكرة كي يحافظوا على الموروث وكيفية انتقاله إلى دول العالم.