تابعت بإهتمام وإنبهار شديدين فعاليات حفل جوي أووردز جوائز صناع الترفيه.
لقد كان الحفل جامعاً وشاملاً ومفاجئاً في فقراته للحضور والمشاهدين، ولقد إزدانت وتألقت فقرات الحفل بتكريم الزعيم عادل إمام، صانع البسمة على وجوه الملايين،وظهور الفنانة العظيمة نجاة الصغيرة تقديراً لمشوارها الفني، وصوتها الدافئ الذي أشجانا لمدة تزيد عن ستة عقود.
أما اللافت هو التجمع الفني الكبير من فنانين ومؤثرين وسينمائيين وموسيقيين من جميع أنحاء العالم،تكريما لعطائهم وإثرائهم لوجدان أجيال متعددة. بهذا الحدث،أستطيع أن أقول أن هيئة الترفيه تفوقت على نفسها وعلى غيرها فنياً وهندسياً وتنظيماً، ووضعت معايير عالية للاتقان يصعب مجاراتها،
إلا أنني أجد نفسي مضطرا لأن أتطرق الى اللغط الدائرإعلامياً وفي وسائط التواصل الإجتماعي، يستنكرون ظهور الفنانة العظيمة نجاة الصغيرة على خشبة المسرح وهي تؤدي وصلتها الغنائية تحية لجمهورها ومحبيها وعشاقها، وخطوط سنوات العمر تزينها بعد مشوار فني عظيم يسطر تاريخه بمداد من ذهب.
هذا يجعلني أتساءل بإستغراب شديد :هل مكتوب على الإنسان أو الفنان أن يعتزل الحياة ويمتنع عن الخروج الى العلن عندما يكبر في السن وخصوصا اذا كان بوعيه وإدراكه وإرادته لإدارة شؤون حياته والتعبير عنها ؟
وهل يفرض على محبيه ومريديه أن يزوروه ويقابلوه سراً أو من وراء أبواب موصدة ؟
وهل معاني ومشاعر الحب والتكريم لكبار السن، يجب أن تؤدى طقوسها من وراء ستار ؟
بالطبع لا نقاش ولا جدال،فإن قبول السيدة العظيمة نجاة الصغيرة الظهورعلى المسرح، كان بوعي منها وتكريماً وتطميناً لجمهورها ومحبيها والتواقين لرؤيتها بعد طول غياب.
لقد نجح القائمون على هيئة الترفيه نجاحاً باهراً في الإحتفاء بالفنانة العظيمة، وبما يليق بها، وهيأوا لها كل أسباب الكرامة والراحة والإحترام والتقدير وهي تقف علي خشبة المسرح كي تؤدي تحيتها الغنائية لجمهورها الذي عشقها في كل حالاتها.
وأخيرا، أسأل الذين يدعون حب نجاة: كيف تجرأتم واتهمتموها هي وعائلتها بأنها ذهبت من أجل حفنة من المال؟
أرجوكم إن كنتم تحبونها كما نحبها،لا تقتلوا فرحتها.