البلاد – جدة
شهد قطاع السياحة المحلية في المملكة العربية السعودية، نموًا ملحوظًا في عام 2023م، مع إظهار المسافرين السعوديين إقبالاً قوياً على مجموعة متنوعة من العروض السياحية داخل البلاد.
وكشف تقرير عن اتجاهات السفر المحلي خلال عام 2023م، أجري على هامش ملتقى السياحة السعودي 2024م، أن أكثر من 40 % من إجمالي حصة الحجوزات تأتي من قطاع السياحة المحلية وأن 83 % من المسافرين المحليين يفضلون خيارات الإقامة الفاخرة- وفقًا لـ “المسافر”.
وأوضح التقرير الذي اعتمد على رؤى البيانات التي جمعتها من جميع منصات الأفراد خلال عام 2023م، أن متوسط مدة الإقامة الذي يبلغ ليلتين، شهد العدد الإجمالي لليالي الغرف المحجوزة في الفنادق نموًا سنويًا بنسبة 22 % مقارنة بعام 2022م.
أبرز الوجهات
وسلّط التقرير الضوء على أهم الوجهات الرائجة، التي شملت العلا كخيار فاخر، وجازان وتبوك كوجهات شتوية مفضلة، وأبها كوجهة شهيرة للعائلات لقضاء عطلة الصيف، بينما تظل الرياض وجدة والدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة أشهر الوجهات من ناحية عدد ليالي الغرف المباعة.
وأشار التقرير إلى سلوك الحجز للمسافرين السعوديين، حيث زاد متوسط قيمة الطلب بنسبة 10.8 % في عام 2023م، على الرغم من أن تقريباً 75 % من الأفراد يختارون شركات الطيران الاقتصادية منخفضة التكلفة للوصول إلى وجهاتهم داخل المملكة. وهذا يشير إلى أن المسافرين المحليين ينفقون أكثر على مصاريف الوجهة بما في ذلك الإقامة والأنشطة، مع الاستفادة من توفير تكاليف رحلة الوصول.
ومع نمو قطاع الإقامة البديلة في المملكة العربية السعودية، شهدت الحصة الإجمالية لحجوزات الشقق الفندقية للتأجير قصير الأمد ارتفاعًا سنوياً بنسبة 48 %، مقارنة بعام 2022م. وتسعى “المسافر” حاليًا إلى سد فجوة الطلب على خيارات الإقامة المتميزة والمرنة من خلال علاقاتها الإستراتيجية مع منصات رقمية مبتكرة وموردي أماكن الإقامة البديلة؛ لتلبية الاحتياجات المتزايدة لفئات السوق المتنوعة.
رؤية طموحة
يأتي ذلك ضمن جهودها لتعزيز السياحة المحلية والترويج للمملكة؛ كواحدة من أفضل وجهات السفر في المنطقة، من خلال ضمان تزويد المسافرين برحلات لا تُنسى، وابتكار تجارب سفر سلسة للعملاء عبر منصاتها المخصصة للشركات والأفراد. ويتماشى ذلك كلياً مع الرؤية الطموحة لعام 2030م التي تهدف إلى جذب 150 مليون سائح سنويًا بحلول بداية العقد المقبل، مع ضمان أن يأتي نصف الطلب السياحي من السوق المحلي.
وأسفرت استثمارات السعودية لتعزيز البنية التحتية السياحية في المملكة إلى ارتفاع ثابت في عدد السياح المحليين الذين يتطلعون إلى استكشاف العديد من المعالم السياحية. وقد أظهرت البيانات الواردة من المنصة زيادة في الطلب على الأنشطة المتنوعة والهوايات الترفيهية بين المقيمين، خاصة في العاصمة الرياض، وفي جدة، ثاني أكبر مدينة في المملكة. عدا عن الفعاليات والمهرجانات، يشهد الوصول إلى المعالم السياحية الرائجة مثل الأكواريوم، إضافة إلى الشواطئ والأنشطة الشخصية والتجريبية مثل الغوص والغطس وغيرها من المغامرات والأنشطة الخارجية طلباً كبيراً محلياً.
وبهذه المناسبة، قال مزمل أحسين، الرئيس التنفيذي لـ “المسافر”: “تشير بياناتنا الأخيرة إلى ارتفاع ملحوظ في الطلب على السياحة المحلية في المملكة، ما يعكس بروز المملكة؛ كوجهة سياحية جذابة للمسافرين المحليين الذين يظهرون رغبة متزايدة لاستكشاف جمال المناظر الطبيعية والثقافية، إلى جانب الاستمتاع بطيف متنوع من الأنشطة الترفيهية والمغامرات الفريدة. وفي ظل استمرار رؤية 2030 في دفع النمو في هذا القطاع، فإننا سنستمر في توسيع نطاق وصولها وتحسين العروض للسياح المحليين، في الوقت الذي نعمل فيه على تشكيل مستقبل تجارب السفر داخل المملكة”.