أصبح التعليم عن بعد ضرورة حتمية فرضتها تداعيات الحاضر وتطلعات المستقبل. واستناداً إلى أرقام البنك الدولي ، كان نحو 1،6 مليار طالب يمثلون نسبة 94 % من إجمالي طلاب العالم، قد توقفوا عن الذهاب إلى مدارسهم في أبريل من عام 2020م، ومازال حتّى الآن نحو 700 مليون طالب، يدرسون من منازلهم، في أجواء يحيطها عدم اليقين والضبابية، فقد أدت جائحة كورونا إلى تحوُّل نموذجي في كيفية التعلم عن بعد ، فيما تسعى الجهات المعنية على المستويات المحلية والعالمية لفحص هذه التجربة، على ضوء ماتشهده، لإستكشاف تحدّياتها وتطّويرها.
وقد ازداد التعليم عن بعد ، مع إطلالة الألفية الثالثة، باعتباره مكمّلاً للتعليم المدرسي والأكاديمي، وذلك للأسباب التالية:
– التقدم الكبير في تكنو لوجيا المعلومات حيث أوجدت الثروة الصناعية الرابعة، تقنيات ونُظم تعليمية عالية الذكاء الإصطناعي، وقادرة على مواجهة تحدّيات التعليم اليوم.
– الإسهام في تجاوز تأثيرات الجائحة فقد أثبت التعليم عن بعد أنه الحل الأمثل، الذي يعتمد عليه، للحفاظ على صحة الطلاب والمعلمين.
– تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة أن الإصرار على مواصلة التعليم عن بعد، أعطى دفعة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة لرؤية 2030، والذي ينصّ على ضمان التعليم الجيّد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
وحتى يؤتى التعليم عن بعد ثماره ، لابدّ من أن يقوم على قواعد متينة من الإعداد والتخطيط الجيّد، التي تصل به إلى مستوى مقبول من الجودة ومن أهم هذه القواعد:
– صناعة محتوى رقمي تعليمي عالي الجودة ذلك أن المواد التعليمية القائمة على الويب، كالمكتبات الرقمية واليوتيوب والدروس المتوافرة عبر المنصّات، ليست كافية وحدها لتلبية أهداف المقررات، ومن ثم يصبح من الضروري، التوجه نحو إنتاج محتوىً خاص، وهذا يتطلب إلماماً كافياً بالمادة التعليمية.
– التواصل والتعاون حيث أن تنمية مهارات التواصل، يتيح للمعلم التحكُّم في وتيرة تدفق التعلُّم وفق احتياجاته ورغباته.
– تحليل وتقييم النتائج.
حيث يعتبر مقياساً مهماً للإرتقاء بجودة التعلم عن بعد.
– توفير مصادر لإجراء البحوث اللازمة فدائماً مايبحث المتعلم عن مزيد من الموارد والمصادر التي تثري مخزونه التعليمي.
– دمج الوسائط التعليمية إن دمج التعليم المتزامن وغير المتزامن والبرامج التعليمية والتفاعلية عبر الاذاعة والتلفاز والهواتف الذكية، يمكّنه من تحقيق تفاعل كبير ويحسِّن دافعية التعلُّم.
drsalem30267810@