أيام قلائل، وتنطلق المنافسات الآسيوية، التي تضم في أركانها 24 منتخباً يتصارعون على الملاعب القطرية في 6 مجموعات، وستكون هناك ثلاث مباريات يوميًا خلال مرحلة الأولية، وبفضل تقارب المسافات بين الملاعب في دولة قطر، سيحظى المشجعون بفرصة استثنائية لحضور أكثر من مباراة خلال اليوم، كما تتيح هذه الميزة للمشجعين القادمين من خارج الدولة البقاء في موقع واحد طوال فترة إقامة البطولة على غرار ما حدث في مونديال 2022، الذي لقي إشادة عالمية. المستويات الفنية للمنتخبات متقاربة ولم يعد هناك فارق كالسابق، ولا يمكن أن ترمى التوقعات جزافًا؛ بل إن كل مباراة من الصعب أن تضع يدك على الرابح في نتيجتها.
الأهم في مُخيلة محبي الرياضة في بلادنا منتخبنا الوطني الذي يقع في المجموعة السادسة إلى جانب تايلند، وقيرغيزستان، وعمان، وربما أنها الأولى في مشاركات الأخضر السعودي التي بدأت منذ عام 1976م والترشيحات قد لا تناصره رغم أنه يحمل ثلاث بطولات آسيوية نالها أعوام (96،88،84) إبان الجيل الأفضل الذي مر على الكرة السعودية، وواصل الارتقاء حتى موسم 94م وتأهل لنهائيات كأس العالم، وتأهل لدور الـ16، كأفضل منجز سعودي في حضرة المنتخبات العالمية، وأمام هذا السرد السابق ينبري سؤال.. لماذا توقف نبض أمجاد الكرة السعودية بعد جيل 96م وبات منتخبنا خارج قالب المنافسة رغم أن الأندية السعودية تعد في طليعة الفرق الآسيوية، وتحديداً الهلال الذي حقق كأسين للقارة، ووصل لنهائي كأس العالم كأكبر منجر لفريق سعودي، الأكيد أن فرصة اللاعب المحلي مع فريقه لاتقارن كالسابق، وبالتالي قد يكون ذلك سببًا وبالذات خلال عامي (88،84) التي غاب فيها العنصر الأجنبي عن ملاعبنا وعاد مطلع موسم 93م. اللاعب المحلي مشكلته حالياً بُعده عن الاحتراف الخارجي حتى في قالب الدوريات العربية والآسيوية. المهم أنه يشارك بصفة دائمة؛ لكي يكون حاضرًا وجاهزًا عندما تلوح مقارعات المنتخب التي تتطلب لاعبًا متأهبًا، ونؤمن أنه في ظل وجود هذا الزخم من العناصر الأجنبية قد تصعب الفرصة على اللاعب المحلي للمشاركة، وسيكون حبيس الدكة أو المدرجات، وأمام إشكالية غياب احتراف اللاعب السعودي خارجياً وبذات الوقت شح مشاركته في الدوري المحلي يتعين على مدرب المنتخب أن يلعب مباراة على الأقل مع فرق من الدرجة الأولى أوالثانية، ويمنح الأسماء التي لم تأخذ فرصتها بخوض لقاء ودي وتكون تلك المقابلة أشبه بتصنيفها داخل المسابقة المحلية وهدفها تعزيز حضور لاعب المنتخب وعدم تغييبه عن المباريات وفي يقيني أن الايطالي (روبرتو مانشيني) مدرب منتخبنا سيقف إلى حد كبير على جاهزية كل لاعب وضعه في خياراته من خلال النزال، الذي سيخوضه حتى ولو كان أمام فريق عادي، وهذا أفضل بكثير من غيابه عن أجواء المباريات الذي يترتب عليه ضعف في الجانب اللياقي والبدني، فضلاً عن الإصابات التي قد تداهم اللاعب حينما يلعب فجأة مقابلة قوية، عموماً الأخضر السعودي يدخل العراك الآسيوي وهو بعيد عن الشحن والضغط لأن الترشيحات لا تصب في مصلحته، وفي دواخلنا قد نحدث أنفسنا.. هل تعود ذكريات جيل (84) وما تلاها من إنجازات ويفعلها سالم الدوسري ورفاقه في عراك لا مكان فيه إلا للأقوياء، ويعزز تفاؤلنا أن الأراضي القطرية فأل خير لمنتخباتنا وفرقنا في تحقيق أفضل المكتسبات التي لا تغيب عن الذاكرة.