البطاقة الصفراء، التي أشهرها الدولي السعودي محمد الهويش في وجه أسطورة النصر (كريستيانو رونالدو)على خلاف الحركة التي أصدرها الأخير، لم تكن مجرد عقوبة عابرة في ملاعبنا ضد لاعب تجاوز القانون. الصفراء التي لاحت لون يعشقه محبو النصر، لكن هذه المرة أوجعهم وأسعد من ينشد العدالة. الهويش الذي سبق، وأن طاله نهش النقد اللاذع خلال سنوات مضت وباتت يد (دلهوم) تلاحقه في كل مباراة لا تمحوها الذاكرة، كان في لقاء التعاون والنصر مختلفًا، فقد أعاد شخصية الحكم المحلي بكل جسارة في موقف يؤكد أنه دخل لينتصر للتحكيم قبل الأصفرين، اللذين تبادلا الربح في أجزاء من المباراة غير أن أصفر القصيم لم يكن التعاون الذي نعرفه وانهار بشكل لافت وتلقت شباكه رباعية قابلة للزيادة، أعود للمباراة التي كسبها الهويش قبل الفريقين وتحديداً عند الدقيقة (13) وواصل التألق وحمل على عاتقه ردة الفعل ممن لم يتوقعوا هذا التجلي من حكم محلي فاق أطقمًا أجنبية في رسم النجاحات، وكأن ابن الوطن يرد على مدرب الاتفاق وأسطورة الليفر (جيرارد) بعد حديثه السابق الذي أطلقه على خلفية مباراة الاتفاق والنصر، التي ألمح فيها بأنه لم يشاهد تصرفات حكم، بقدر ما حدث من الذي أدار لقاء فريقه بعد طرده لاعبًا لا يستحق، وضربة جزاء لم تحتسب في تلك المقابلة المشهودة التي أزاحت فريقه من مسابقة الكأس وأخرجت الإنجليزي عن طوره، لكن الدولي الهويش أعاد ترتيب الأوراق وتجاهل الضغوطات التي ستحيط به خلال المباراة وما بعدها وأشهر البطاقة التي ترمز للعدالة والتأكيد على شخصية صلادة الحكم المحلي، التي لم يرسمها الكثير من الأجانب، بل إن من قاد لقاء الاتفاق اعترف أنه استسلم للضغوطات التي واجهته بين الشوطين من لاعبي النصر- على حد ذكر جيرارد في المؤتمر الصحفي- وبقدر ما كنا ننشد الوقوف مع حكمنا الهويش الا أنه واجه نقدًا لاذعًا بعد النزال، وكأنها إشارات وتحذيرات بأن لا تعود البطاقة في قادم المباريات المقبلة، أنا هنا لست بصدد الثناء، ولكن البحث عن العدالة التي ننشدها في ملاعبنا، والأكيد لا نريد تكرار ما حدث للاتحاد في لقاء النصر حيث كان هناك( جمل) في غرفة التقنية، جدد ذكريات الجمل التي تجاوزت ستة عقود وكان ضحيتها اتحاد الرياض الذي تلاشى بعد تلك الحادثة على خلاف تقريرها الذي كُتب(عنوة) بعد المباراة ونهض فريق وتوارى آخر غير أن ما حدث في لقاء النصر والاتحاد خلال النزال ودونت النتيجة الخماسية التاريخية للنصر لتقف في وجه سداسيات وخماسيات الاتحاد السابقة التي دكها في شباك أصفر الرياض، ولكن بدون جمل يحمل وزر الأخطاء، وبين الجملين تتجدد الذكريات ويلوح اتحاد بالرياض نسخ تاريخه واتحاد بجدة يئن تحت وطأة أخطاء قاتلة، كان على الأقل خروجه بنتيجة إيجابية تعيد جزءًا من عافيته، وفي الرياض واصل الزعيم مكاسبه وصدارته بفارق النقاط السبع الشداد رغم محاولات الفيحاء الذي لعب مباراة للتاريخ في الانضباط ومحاولة قتل الوقت والضغط على المتصدر، لكن قائد دفاع الهلال الفارس البليهي كان له رأي وخرج من قمقمه، وسجل هدف الفوز بطريقته الخاصة كما اعتاد أن تكون احتفاليته هي الأخرى أحادية (بلونة) نفخها حتى النهاية، ووشح بيديه وانتهت القصة لأن تكون دعاية لأجمل العطور بقدر الجمال الذي طبع على قلوب عشاق الزعماء بعد تسجيل الهدف المميز، الذي كان وخزة في من كان ينتظر تعثر المتصدر، وفي جدة نجا الأهلي من طوفان الخليج الذي تسلل عليه من أعماق الشرقية، لكن نجوم القلعة الخضراء كتبوا طوق النجاة في الرمق الأخير بجزائية هي الأغلى عززت حظوظه في المنافسة على سباق المقدمة مع النصر والهلال، وذات الهدف الخاطف أنقذ الشباب في صراع الوحدة، تلك الأحداث الأبرز قبل توقف الدوري حيث يستعد المنتخب السعودي لخوض المنافسات الآسيوية التي يحمل جزءًا جميلًا من تاريخها والأمل كبير بفرساننا أن يعيدوا لنا القمة الآسيوية التي توارى عنها الأخضر السعودي منذ عام 96م، رغم وعورة الطريق .