في معرضه الفني الاخير ( المصغرات ) ، الذي أقامه بصالة “داما آرت” في جدة ، كشف لنا الفنان نايل مُلّا عن تلك الروح التي استلهمها منذ طفولته ،و حملها من حصة الرسم بمقاعد الدراسة في الصفوف الأولى، لتظل ذكراها ،وعبق رائحتها ،عالقة حتى اللحظة بحقيبته التشكيلية ،الملئية بالإخلاص والتأمُّل الجمالي.
إنها علبة ألوان الباستيل الشمعية التي كان يطلق عليها في ذلك الزمن الجميل :” تشاكيل”،هذا ماقاله نايل في الكتيب الذي وزعه على الحضور خلال أيام المعرض الذي نال إعجاب الكثير من النقاد والتشّكيليين والإعلاميين المتخصصين في الشأن الفني.
شارك في التقديم لهذا العمل ،الدكتور محمد الرصيص الذي أكد على المطالبة بأن تتبنّى وزارة الثقافة ، فكرة مشروع:( المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة ) ، وهذا ما تتميز به أعمال نايل مُلّا والتي تمثِّل الريادة وقصب السبق للمملكة عند اقامة هذا المهرجان ،لا سيما أنها تتماشى مع الرؤية الكريمة 2030 .
وفي إجابته لهذه الميزة ، يقول نايل : أتذكر أنني خلال حصة الدرس ،أمارس الشخبطة على زوايا صفحات الدفاتر والكتب الدراسية ،ولم أكن أعلم أنها ستكون متعتي مع رسومات المصغرات التي لازمتني حتى الحاضر.
ويضيف قائلاً: تلك كانت قصة “تشاكيلي” مع المصغرات ( المنمّنمات ) منذ بداية اشتغالي بالفن التشكيلي ، والتي أمارسها بشغف، وقد شارفت ال 2000 عملاً فنياً مصغّراً.
يقول عنه زميله الفنان عبدالرحمن السليمان : تقوم لوحة نايل مُلّا على أساس العلاقة الفنية ،وما تشي به المعالجة اللونية التي أرادها عفوية متدفقة، ويقرِّبنا مُلّا من حالات فنية يستوحي معها المُعطى التراثي المعماري ،ومع الإقتراب نسبياً من بعض العناصر المحلية المستوحاة من أكثر من مصدر.
د. ندى الركف ،شاركت بما توحيه طقوس نايل، بقولها : تتوالى حكايات المُلّا عبر حوار صامت يغيب فيه شكل الإنسان ،وتحضر روحه من خلال الكراسي،
تلك الكراسي التي شكَّلها المُلّا بإيقاعات موزونة بين حديث كان ولحظة تكون،بين غياب وحضور تكمن فيه اللغة المنطوقة.
كثير من التعليقات ، سجلها المعجبون والنقاد ممّن حضروا المعرض الذي نال اهتمام الساحة بجدارة ،
وقد ضمّ المعرض مجموعات من الأعمال الصغيرة مثل مجموعة الكراسي ثم الوجوه والشخوص وكذلك الزهور والمزهريات ، والمجموعة التكعيبية التي استوقفتني كثيراً مع مجموعة القوارب.
sal1h@