من عدة تجارب سياحية ، تأكد لي أن للسياحة سحر خاص و مغناطيس جاذب للناس ، ودائماً ما أقول إن الإعلان يأتي بالزبون لمرة واحدة ،وجودة ما تعلن عنه هو من يُعيده إليك مرات كثيرة ، وهذا هو الواقع الذي نعيشه في المناطق السياحية التي بدأت دولتنا الرشيدة توليها الإهتمام والرعاية.
السياحة في العُلا اليوم أصبحت تخطو بنجاح لتكون رقماً صعباً في الوجهات السياحية عالمياً، وذلك عطفاً على ما تمتلكه من مقومات سياحية ، وهذا سوف يكون له أثر كبير في لفت الإنتباه للسياحة في مملكتنا الغالية ، فاليوم عندما تتجول في العُلا ، تشاهد العديد من الجنسيات المختلفة متشوقين لمعرفة وسبر أغوار هذا الإرث التاريخي والهويّة الخاصة للإنسان والمكان .
السائح السعودي الذي يقصد العُلا لا بد أن يكون له ميزة دون غيره من حيث الأسعار والخدمات التي تُقدم وهذا عُرف عالمي فهو في وطنه والدولة تعطيه ولا تأخذ منه ، كذلك من الملاحظات التي قد غفل عنها القائمون على الهيئة الملكية للعلا أن من ضمن السياح مواطنون وعرب لا يتكلمون اللغة الانجليزية واللغات الأخرى فقد كنت في أكثر من مكان سياحي وتوضع العديد من الموسيقى والأغاني بعدة لغات ما عدا اللغة العربية . كذلك الأمر يندرج على الأكل وهذا اعتبره سقطة كبيرة ، فنحن فرحون بقدوم هذه الوفود إلينا ليتعرفوا على هويتنا و تاريخنا ،فهذه الوفود لا تريد أن ترى نفسها في المرآة ،تريد أن ترى شيئاً مختلفاً وتسمع شيئاً جديداً وتأكل أطعمة المكان، وهذه ما نفعله عندما نسافر إلى تلك الدول ، لأن هذه هويّتنا وعاداتنا وتقاليدنا وإرثنا الذي جاؤوا من أجله ، فلكلورنا غني بالكثير من الرفيحي والدحة والينبعاي والهجيني والعرضة والسامري ، وأكلاتنا لذيذة من قرص الجمر إلى العصيدة والصيادية والحنيني والعريكة والجريش والمرقوق والكبسة، و ملبوساتنا كثيرة ومتنوعة على إمتداد مساحة وطننا الغالي.
وكلنا في خدمة الوطن.
naifalbrgani@