البلاد – جدة
متغيرات متسارعة وتحديات متزايدة تواجهها أسواق العمل العالمية ، كانت حاضرة على طاولة وزراء الموارد البشرية ومتخصصين دوليين خلال جلسات المؤتمر الدولي لسوق العمل التي اختتمت أعمالها في الرياض حول أبرز المؤثرات والاتجاهات في سوق العمل عالمياً وآثار التطور التقني على مستقبل أسواق العمل وأنماط العمل وجلسات المرأة وسوق العمل واقتصاد العمل المرن والاستعداد للتغيرات المستقبلية في السوق.
خلاصة نتائج المؤتمر، تشير إلى جوانب مهمة بشأن مستقبل تقدم الثورة الصناعية ، وهي أنها تطور من مفهوم الاقتصاد وموارد الثروة وأدوات الازدهار على المدى المنظور والبعيد ، كما أوضح المسؤولون والخبراء أنه كما جلبت الثورة الصناعية في الحاضر فوائد نوعية كبيرة للاقتصاديات والمجتمعات في العالم ، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي متسارعة التقدم لديها القدرة على تحقيق المزيد. واختتم المؤتمر الدولي لسوق العمل أعماله مؤخراً بمركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات في الرياض، بحضور واسع تجاوز 6 آلاف مشارك، ضم نخبة من الخبراء الدوليين والمتخصصين، وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين من 40 دولة، حيث تم توقيع قرابة 80 اتفاقية ومذكرة تعاون على هامش المؤتمر، بلغت قيمتها أكثر من نصف مليار ريال.
وشهد المؤتمر الذي نظمته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خلال يومي 13 و14 ديسمبر الجاري، انعقاد 40 جلسة بمشاركة 150 متحدثاً، ناقشت العديد من القضايا والمسائل المتعلقة بسوق العمل الدولي والتحديات التي تواجهه حالياً ومستقبلياً، وشهدت الجلسات تبادلاً واسعاً للخبرات والتجارب بين المشاركين، سعياً للخروج بحلول إبداعية تساعد على الاستعداد بشكل أفضل للمستقبل، وإيجاد أسواق عمل مزدهرة تتسع للجميع. في كلمته الختامية أشار وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، إلى خطوات عملية تمثلت في اتفاق وزراء ومسؤولي العمل الذين شاركوا في الجلسة الوزارية التي سبقت أعمال المؤتمر، على إقامة المؤتمر الدولي لسوق العمل بشكل سنوي، لضمان توفير منصة دائمة لتبادل المعرفة وعرض الخبرات والممارسات لمعالجة تحديات السوق، كما أعلن عن إطلاق أول تقرير سنوي دولي لسوق العمل. من هنا تأتي أهمية الخطوات المقبلة التي شدد عليها الوزير الراجحي ، بدعوة صانعي السياسات وقادة الأعمال والشباب كافة، إلى العمل معا لمواجهة الواقع الجديد الذي يعيشه العالم، وبناء رؤية مستقبلية تساعد على استشراف متطلبات السوق وكذلك تعليم وتدريب الشباب وتحسين مهاراتهم، مؤكداً أن المؤتمر استعرض خلال جلساته التحول الكبير الذي يشهده الاقتصاد العالمي وأسواق العمل، وسلط الضوء على تأثيرات الثورة الصناعية الرابعة بقيادة الاقتصاد الرقمي، وتأثيرات جهود الاقتصاد الأخضر على أسواق العمل ومستقبلها، مشيراً إلى أن تلك الأوضاع ستؤثر بشكل جذري على معايير العرض والطلب التي اعتاد عليها العالم في العديد من القطاعات الاقتصادية. في هذا السياق العملي ومستهدفاته التي تزامنت مع فعاليات المؤتمر ، جرى توقيع حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع عدد من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، تضمنت إطلاق مجموعة من برامج التطوير والتدريب والتوظيف، بهدف تمكين شرائح متعددة من الخريجين الجدد والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من الحصول على فرص عمل مناسبة.
ومن بين الاتفاقيات التي شهدها المؤتمر، قيام صندوق تنمية الموارد البشرية بإبرام اتفاقيات تعاون مع كل من وزارة الصحة، ونيوم، وطيران الرياض، ورؤى المدينة القابضة، والأكاديمية الوطنية للصناعات العسكرية، لتدريب وتأهيل وتوظيف 50 ألف مواطن ومواطنة في مختلف القطاعات الحيوية والتنموية في سوق العمل. وحرصت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تعزيز خارطة التدريب والتوظيف من خلال (25) اتفاقية وشراكة تدريبية داعمة لبرنامجي “توطين” و “التدريب الموازي”، وذلك في إطار جهودها لبناء وتعزيز فرص تمكين وتأهيل رأس المال البشري، ونقل الخبرات، وبناء المهارات والكفاءات الوطنية، بما يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030 و”برنامج التحول الوطني” أحد برامج الرؤية.