جدة – ياسر خليل
يتكامل مسرح الطفل والمسرح المدرسي في أدوارهما الثقافية والتربوية ليشكلا أداة تواصلية مهمة في تشكيل الوعي الطفولي وإضاءته بالأفكار والرؤى الحياتية الجمالية والفنية، وهو الأمر الذي يعزز قدراته التخييلية ويطور علاقاته مع الذات والآخر.
ويبيّن الناقد الفني وائل سعود العتيبي أن البشرية آمنت أن الطفل هو أساس بناء المجتمعات، وهو باني مستقبلها، وهو أملها وغدها المتطلع إلى تحقيقه، ومع أنه كائن ضعيف وهش، إلا أنه صادق وحساس يمتلك غنى داخلياً كبيراً، يفضل كل ما هو خيالي، ويجنح إلى الحلم، لذلك فهو في حاجة إلى المساعدة بموجب عدم اكتمال نضجه، وليونة طباعه، وسذاجته وافتقاره إلى خبرة الراشدين، ومع ذلك فهو جريء ومشارك ومتأثر ومندفع، له خيال واسع وتفكير حاد.
وأضاف: “هذه المحددات النوعية للطفل لا تسري بالإطلاق على كل الأطفال، فهي تحتاج إلى تدقيق مع كل فئة عمرية بحسب الجنس والمحيط والنفسية. لسنا في حاجة هنا إلى إبراز أهمية الطفل والطفولة بقدر مانشير الى ان المسرح وسيلة لتحفيز مهارات طفلك التعليمية والاجتماعية وخطوة نحو تعزيز شخصيته ومنحه الكثير من الفوائد. لقد تقلصت أعمال مسرح الطفل على مسارح أغلب الدول العربية، ويكاد المسرح المدرسي وخشبته يختفيان من المدارس في مختلف مراحلها، هذا على الرغم من أن الكتابات المسرحية والمواهب التمثيلية حاضرة وراغبة بقوة للعمل ولو بأقل الإمكانيات”.
ومضى العتيبي قائلاً: “ما وجدناه هذا العام كان خروجًا عن المألوف في معرض جدة للكتاب يحاكي الذاكرة السمعية والبصرية والحسية والمشاعرية لدى الطفل، وهذه النقلة جاءت في إطار أن الطفل هو المستقبل بما يتوافق مع رؤية 2030، لذلك كان لا بد من الالتفاف بشكل مختلف يحاكي العولمة، التي تعيش بداخله، فالأجيال تختلف ومن منطلق هذا الاختلاف كان معرض الكتاب مغايرا، وفتح الستار نحو العديد والكثير من الأنشطة الإبداعية والتفاعلية الجذابة”.
وقال العتيبي: “يعد المسرح من بين أكثر الأنشطة إثراء للأطفال، ومع ذلك لا يستخدمه الكثير من المعلمين في الفصول الدراسية، رغم أنه نشاط متكامل وفعّال ومفيد لتكوين الأطفال، ومن شأنه أن يساعدهم على تنمية المهارات اللغوية والتغلب على الخجل عندما يتعلق الأمر بتقديم أداء أمام جمهور واسع، فالمسرح ليس مجرد تجسيد عام لنصّ مكتوب، بل يعدّ نشاطاً مثالياً للتدريب وإيجاد محفِّزات جديدة للأطفال”.
بينما أوضحت منظمة في قسم الطفل لمعرض الكتاب وجدان، أن منطقة الأزياء والحضانة والموسيقى أُفتتحت لأول مرة في معرض الكتاب، وهي أبرز الأقسام التي استجدت في المعرض هذا العام، كما أن الأقسام تهتم بحواس الأطفال من لمس وسمع ونظر وجميع المهارات التي تتضمن تطوير الأطفال.
ويمكن اعتماد المسرحيات القصيرة لتعليم الأطفال، ولذلك وظفت العديد من المدارس الأقصوصات والحكايات الرمزية ذات العبر، وتحوّل المسرح إلى مادة قائمة بذاتها يتعامل في حصصها الأطفال مع المشاكل اليومية التي قد تعترضهم، بطريقة لا تجعلهم يشعرون أنهم لا يتعلمون فقط بل يستوعبون تلك المعرفة. ويُعدّ ذلك حسب الخبراء من أساليب التعليم النشط وغير المباشر الذي له تأثير إيجابي على الأطفال أكثر من التعليم العادي.