ما أعظم نعم الله علينا، وما أكثر ما نغفل عن تذكُّرها وشُكرِ المُنعِمِ عليها.
كل عضو في أجسامنا نعمة عظيمة من نعم الله ،لا يدركها حق الإدراك سوى من افتقدها.
وكل حاسة من حواسنا نعمة عظيمة من الخالق، يغفل عنها من يتقلب فيها في حين يعرف قيمتها من فقدها.
المشي على القدمين نعمة عظيمة، حركة اليدين نعمة عظيمة، انتصاب الظهر نعمة أعظم منهما. السمع نعمة كبرى، البصرُ نعمة أكبر، وكذا الشرب والأكل والتنفس، بل حتى الإخراج نعمة من أعظم النعم.
لسنا في مقام موعظة ولا مناسبة لنصيحة، غير أن خيال كاتب هذه السطور، سرح نهاية الأسبوع الماضي في تذكُّرِ بعض هذه النِعَمْ عندما أدخل المستشفى لإصلاح واحدة من تلكم النعم وهي نعمة البَصَرْ.
وبينما هو ينتظر الذهاب إلى غرفة العمليات ،جال فكره في التبصُّرِ بنعمة البَصَرْ، وطرح أسئلة كثيرة عن هذه النعمة تحديداً، وكيف إعتلَّتْ حياته عندما إعتلَّتْ هذه النعمة.
ذهب به الفكرُ إلى أبعد من ذلك معرِّجاً على حياة إخوتنا من ذوي كفّ البَصَرْ.
يا إلهي كيف هي حياتهم، وقد ولدوا دون نعمة البَصَرْ؟
لقد مرّ صاحبكم نهاية الأسبوع ، بتجربة ملهمة حيال نعمة واحدة من آلاف النعم التي منَّ الله بها على كل إنسان، فكيف بباقي النعم؟
إننا مدعوون للمحافظة على نِعَمْ الخالقِ علينا بشُكرِه سبحانه على كل النعم التي نتقلبُ فيها، ثم باستعمالها فيما خُلقت له، ومداومةِ تذكُّرِ أمورٍ من أهمها أن هناكَ أناساً مثلنا لكنهم يفتقدون عدداً من النِعم التي يتقلب فيها غيرهم، ناهيك عمن يكون طبعه الغطرسة والتكبُّر فهذا مساره مختلف ولابد يوماً سيجد حصاد خُلُقِ التكبِّر الذي اختاره لنفسه.
إن من أتم الله له النِعم وحفظ له وظائف كل أعضاء بدنه ،حقيق بأن يستشعر أنه من أفضل الخلق، وبقي عليه الحمدُ والشُكر، واستعمال ما وُهِبَ من نعم ، في مايُرضي الخالق ،وفي ماخُلِقت له هذه الأعضاء.
ogaily_wass@