تلعب التكنولوجيا دوراً رئيسياً في تغيير أنماط حياة البشر على كوكب الأرض، وتأثير التكنولوجيا لا يقتصر على بعد واحد من أنماط التقدم والتطور، فهو يكتنف ويؤثر في طريقة أكلنا وشربنا وأزيائنا وأسلوب أعمالنا ،ومراقبة صحتنا وعلاج أمراضنا والوسيلة التي ننتقل ونتواصل بها الخ ..
ويأتي مشهد عمليات التعليم والتعلم في قمة تلك الأبعاد، التي إصطبغت بألوان التكنولوجيا الذكية والرقمية المتعددة ، ومنها طريقة التعلم إن كان حضوريا أو عن بعد ، والطريقة التي نقدم بها المحتوي الدراسي ،وأساليب تدريسه ،والبحث عن مصادر المعلومة ، وإجراء التجارب والأبحاث الإفتراضية الخ ..
ويكفي أن نشير الى أن قيمة ما ينفق على التعليم الإلكتروني ، قفز الى 278 بليون دولار امريكي عام 2023 ، وعندما نتحدث بهذا الحماس عن التعليم الإلكتروني ،هذا لا يعني إن كله إيجابيا دون سلبيات ، إلا أن إيجابياته تفوق كثيراً بعض السلبيات ،التي نعتقد أنها تؤثر في عملية التعلم والطريقة التقليدية التي يتلقي بها الطلاب الدروس ، وفق قدرات وإهتمامات كل طالب أو أي فرد على حده .
هناك عدة توجهات ستلعب التكنولوجيا دوراً حاسماً في تطور التعليم عام 2024 ، منها الذكاء الإصطناعي والذى سيتطور وسيكون قريباً من الطريقة التي يفكر بها الإنسان أو البشر ،وخصوصاً عندما نوظّف المدرس الروبوتي ، وأجهزة الدردشة الذكية ،والتي تساعد الطلاب على المناقشة وطرح الأسئلة والحصول على إجابات متعددة.
مهارات التعلم الإلكتروني المطلوبة في الأعوام القادمة ،هي الريادة ومهارات القيادة والخطابة والتفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع والإبتكار وإتقان مهارات الألعاب الإلكترونية ،ومنها ألعاب التعلم كالمباريات وتمارين الذكاء وسرد القصص التوعوية والأحداث التاريخية والدروس المستقاة منها ، وصناعة الأفلام القصيرة والصور بإستعمال تكنولوجيا الواقع الإفتراضي والمعزّز الخ ..
كل تلك الوسائط تحفز عقول الطلاب حسب إختلاف أعمارهم على الإستيعاب النظري والعملي وفق قدراتهم في إطالة فترة الإنتباه لديهم أثناء التعلم ، والذي أخذ في التناقص في الفتر الأخيرة من 12 ثانية إلى ثماني ثواني ،وهذا بالطبع يختلف من جيل إلى جيل حسب الأعمار وبالذات بالنسبة لمن ولدوا وهم في كنف التكنولوجيا .
أخيراً، التكنولوجيا تجعل مهمة التعلم من مسؤلية الطالب نفسه ، وقدرته على البحث والدراسة والتحصيل، ويعتبر التعلم والتطوير المحفِّز ذاتياً، أهم متطلبات المستقبل.