جدة – ياسر خليل
زادت في الفترة الأخيرة، وعلى المستوى العالمي قضايا الابتزاز الإلكتروني، التي يشكل طرفها الأطفال اليافعون والمراهقون، بينما نصحت الأخصائيات الاجتماعيات عبر “البلاد” جميع الأسر بأن تكون علاقة الوالدين مع الأبناء علاقة مفتوحة، بحيث يكشف الأبناء بكل شفافية عن كل علاقتهم مع الآخرين، وفي نفس الوقت إعطاء دروس تربوية للأبناء عن حدود العلاقة بين الأبناء وأصدقائهم.
وتقول الأخصائية الاجتماعية هناء الشهري: ” يجب إبلاغ الأطفال دائمًا أن “الابتزاز الالكتروني” يعتبر جريمة، فيجب مصارحة الوالدين بها على الفور لحلها ، ويجب تحذير الطفل من الرد على أي رسائل من الغرباء أو فتح أي روابط، كذلك يجب إخبار الأبناء بأهمية الخصوصية وعدم نشر المعلومات الخاصة بالعائلة أو بالطفل أو رقم الجوال أو عنوان السكن، وكذلك المدرسة وغيره، ويجب على الوالدين تحديد ما يسمح مشاركته عبر الإنترنت واحترام خصوصية المنزل وعدم نشر الصور والفيديوهات المخله بالآداب، سواء للأقارب أو للغرباء”.
ومضت قائلة: “هناك عدة علامات قد تدل على أن الطفل قد تعرض للابتزاز الإلكتروني، وهي تغيرات في النوم وزيادة القلق والعصبية، وتجنب قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء وفقدان الطفل المتعة بالأنشطة وقضاء وقت أكثر في استخدام الإنترنت وبشكل سري بعيدًا عن أنظار الآخرين، وأيضًا طلب الأموال بكمية غير معقولة، ومن هنا نوجه نصيحة للآباء عند تعرض الطفل للابتزاز الإلكتروني بأن يتحدث مع الطفل بأسلوب لطيف؛ حتى لا يقوم الطفل بإخفاء بعض المعلومات عنهم ومراجعة جميع ما حدث مع الطفل لتفادي ذلك مستقبلًا، ويجب أن لا ينفعل الوالدان، ويتجنبا تهديده، مع وقف التواصل مع الشخص المبتز نهائيًا وحظره، مع عدم القيام بحذف كل الإثباتات والمحادثات والاحتفاظ بأي دليل للابتزاز، ويجب تغيير كلمات المرور لجميع حسابات الطفل، وإذا لزم الأمر، فيجب إبلاغ وحدة الجرائم الالكترونية؛ حيث إن المديرية العامة للأمن العام وفرت خدمة الكترونية تمكن المستفيد من الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية بمختلف أنواعها”.
وأضافت هناء: “يجب على الوالدين أن يكونا مصدر الثقة والأمان لأبنائهم وعدم زرع الخوف بداخلهم، والتوضيح لهم بأن لكل مشكلة حلاً، ويجب تفعيل التواصل مع الأبناء وتعويدهم على قضاء الوقت بعيداً عن الإنترنت، وضرورة وضع جهاز الكمبيوتر في مكان مفتوح أو بين العائلة وعدم وضعه في غرفة النوم، وتحديد وقت معين لاستخدام الإنترنت وتوضيح ذلك للأبناء”.
وفي سياق متصل، تقول الأخصائية الاجتماعية إخلاص الجوخان: إن الابتزاز الإلكتروني للأطفال عبارة عن عملية استخدام أسلوب التهريب والتهديد للطفل، حيث يتم استدراجهم من خلال ألعاب الفيديو، وإغراؤهم بالهدايا والألعاب؛ بهدف الحصول على صورة أو فيديوهات خاصة له أو لعائلته، أو إجبار الأطفال لدفع أموال مقابل عدم نشرها، أو طلب فعل غير أخلاقي لا يرغب به الطفل.
وشددت إخلاص على ضرورة حرص الآباء على أبنائهم من عدم استخدام كاميرا الإنترنت لتصوير أنفسهم، والطلب من الأبناء أن يبلغوا إذا كان هناك شخص ما يضايقهم على شبكات التواصل الاجتماعي، كما يجب على الآباء التحكم في نوعية المعلومات التي يشاركها الأطفال عبر الإنترنت، وأن يشرحوا أنه من الآمن عدم التحدث مع الغرباء، وأن يحدد الأهل عدد الساعات التي يقضيها أطفالهم، بالإضافة إلى مراجعة سجل المتصفح الخاص بهم لتتبع مواقع الويب التي يزورها الأطفال، وتحذيرهم من عدم التفاعل أو الدخول على الروابط والإعلانات التي تتواجد بكثرة على المواقع الإلكترونية، فالكثير منها يكون بمثابة مصيدة للابتزاز الإلكتروني، أما في حال تعرض الطفل للابتزاز الإلكتروني فلا بد من الأهل احتواء المشهد وعدم إلقاء اللوم وتثقيفهم اجتماعياً ونفسياً وتربوياً، وتفعيل قيمة المراقبة الذاتية.
من جانبها، تؤكد الأخصائية الاجتماعية ندى الثمالي، أن حماية الأطفال من الابتزاز الإلكتروني يعتبر أمرًا بالغ الأهمية في عصرنا الحالي، حيث يزداد استخدام الأطفال للتكنولوجيا والإنترنت؛ إذ ينبغي على الأسرة والمجتمع أن يلعبا دورًا فعّالًا في حماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة لهم.
وتقدم ندى ثلاثة وصايا مهمة متمثلة في: “أهمية توعية الأسرة للأطفال بمخاطر الابتزاز الإلكتروني، والشرح لهم أنهم لا ينبغي أن يشاركوا معلومات شخصية أو صور عائلية مع غرباء على الإنترنت، يمكن استخدام أمثلة وقصص واقعية لتوضيح تلك المخاطر، كما ينبغي على الأسرة مراقبة نشاطات الأطفال على الإنترنت، سواء عبر تثبيت برامج مراقبة أو الاطلاع على سجلات التصفح. يجب أن يكون هناك تواصل مفتوح بين الوالدين والأطفال لمناقشة تجاربهم ومشاكلهم على الإنترنت، كما يجب تشجيع الأطفال على التبليغ عن أي حالة ابتزاز إلكتروني تعرضوا لها. ويجب أن يشعروا بالثقة بأنهم قادرون على الحصول على المساعدة والدعم من الأسرة والمجتمع”.
وقالت: إنه في حالة وقوع الطفل ضحية للاستغلال الإلكتروني، يجب على الطفل أن يعلم الأسرة فورًا وتوثيق أي دليل متاح، مثل الرسائل أو الصور المبتزة، كما يجب أن يتوجه الأهل إلى السلطات المختصة للإبلاغ عن الحادث والتعاون معها في التحقيقات اللازمة.
