منذ اللحظة الأولى لأحداث غزة ، وقيادة المملكة في حراك دولي دؤوب مرتكزة على علاقاتها الدولية المتميزة ومكانتها العالمية المرموقة وقوتها الاقتصادية العملاقة وتواجدها المشرف في كافة المحافل الدولية ، ومن هنا تحركت كافة الجهات ذات العلاقة بموجب توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ـ يحفظهما الله ـ وتوجه سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان للقاهرة ممثلاً للمملكة لحضور قمة القاهرة للسلام، والتي دعت إليها مصر الشقيقة ، وللأسف ورغم النداءات العربية والدولية المتتالية ، استمرت الحرب ولم تتوقف .
وواصلت المملكة مساعيها لإيقاف الحرب ودعت لقمة عربية إسلامية جامعة عقدت بالرياض بكامل العدد ، وخلصت لنتائج مثمرة وقرارات جماعية صائبة ، وإجماع عربي وإسلامي كبيرين ، وبموجبها تم تشكيل وفد رفيع المستوى برئاسة سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان وعضوية وزراء خارجية دول عربية وإسلامية لزيارة الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن ، والضغط عليها لرفض تبرير الحرب بأنها دفاع عن النفس ، وانطلقت جولاتهم المكوكية في عواصم هذه الدول، واستطاع الوفد تكوين رأي عام دولي لصالح وقف إطلاق النار ، وتغيرت العديد من القناعات والمفاهيم لدى أمريكا وأغلب الدول الأعضاء بمجلس الأمن التي كانت مؤيدة لاستمرار الحرب ،وبدأت تنادي بإيقاف القتال وبدء هدنة إنسانية بعد أن كانت جميعها ترفض إيقاف الحرب ، وتم لها ذلك وتحققت الهدنة .
هكذا هي جهود المملكة التي لا ينكرها إلا جاحد، وهي تعمل دوماً وتسعى لخدمة أمتها في صمت بعيداً عن الأبواق الإعلامية الجوفاء والمزايدات الكاذبة والعنتريات الفارغة .
وأمام الضغط المستمر من المملكة على الدول المؤثرة والتصريحات القوية من سمو ولي العهد بضرورة إدخال المساعدات الغذائية والطبية والدوائية اللازمة لأهل غزة بدأت القوافل في الدخول تباعاً ، صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتحرك قوافل الخير من المملكة لنجدة الأشقاء وتدفقت المساعدات فوراً عبر جسر جوي متتابع لمطار العريش تعدى الـ ( 21) طائرة حتى أمس الثلاثاء ، متزامناً مع الجسر البحري السعودي الذي تحرك من ميناء جدة الإسلامي إلى ميناء بورسعيد ، وبلغت حمولة السفينة الأولى أكثر من حمولة (30) طائرة شحن ، تلتها السفينة الثانية بنفس الحمولة وأكثر، وما زالت القوافل تتدفق من مملكة الخير والعطاء للأشقاء بلا انقطاع حاملة كل ما يحتاجونه من مواد إغاثية وطبية وأدوية ومواد غذائية متنوعة وسيارات إسعاف متطورة ومجهّزة وكل ما يساعد إخواننا .
هكذا هي دوماً مملكة العز والخير والعطاء تساهم بسخاء وتلبّي النداء في إطار دورها التاريخي المعهود بالوقوف مع أشقائها في كل الظروف .