البلاد – الرياض
تتسم العلاقات السعودية البرازيلية على مدى أكثر من نصف قرن، بالتفاهم والتعاون المشترك، يؤطرها الاحترام المتبادل والتوافق الكبير حيال القضايا الدولية.
وتأتي الزيارة الحالية لرئيس جمهورية البرازيل الاتحادية” لولا دا سيلفا” للمملكة، امتداداً لحرص فخامته على تعزيز التواصل مع سمو ولي العهد -حفظه الله- كما تعكس تقديره لمكانة سموه ودوره القيادي على المستويين الإقليمي والدولي في دعم الجهود الرامية؛ لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوثيق العلاقات بين البلدين في ضوء الفرص، التي تتيحها رؤية المملكة 2030.
وشهدت هذه العلاقة المتميزة بين البلدين الصديقين، زيارات متبادلة للقيادة؛ ففي عام 2019م وتلبية لدعوة موجهة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- زار فخامة الرئيس جايير بولسينارو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، المملكة، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة، كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات.
كما التقى سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الرئيس جايير بولسونارو على هامش أعمال الدورة الثالثة لـ “مبادرة مستقبل الاستثمار 2019″، التي استضافها صندوق الاستثمارات العامة في الرياض.
وحرصاً من القيادة الرشيدة على تطوير وتعزيز العلاقات مع جمهورية البرازيل الاتحادية، التقى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين في مدينة نيودلهي سبتمبر الماضي، فخامة الرئيس لولا دا سيلفا، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، وتم استعراض علاقات التعاون بين المملكة والبرازيل.
أنموذج للتعاون
وتتبوأ العلاقات الاقتصادية بين المملكة والبرازيل مكانة عالية ومميزة، سعى من خلالها البلدان إلى جعلها أنموذجاً يحتذى به في العلاقات الاقتصادية على المستوى الدولي؛ إذ يشترك البلدان في عضوية مجموعة دول العشرين، ويعملان على تنسيق الجهود لتحقيق الأولويات المشتركة لدول المجموعة ، كما أن البرازيل عضو في مجموعة “بريكس”، التي تلقت المملكة دعوة للانضمام إليها.
وتولي البرازيل أهمية قصوى لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع المملكة، حيث شارك ممثلو أكثر من 40 شركة برازيلية في ملتقى الاستثمار السعودي – البرازيلي، الذي عُقد في المملكة عام 2022م، ويحرص البلدان على تعزيز شراكتهما الاستثمارية في القطاع الزراعي والحيواني والصناعات الغذائية، وقد تجلى ذلك في استثمار شركة (سالك) السعودية في شركة “بي آر إف” البرازيلية. وسياسيًا يتوافق موقفا المملكة والبرازيل تجاه التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، من حيث المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين العزّل، وضرورة رفع الحصار عن القطاع، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وإيقاف سياسة التهجير القسري واحترام القانون الدولي الإنساني.