متابعات

صديق طفولة صدام حسين لـ “مخيال”: هربت من بغداد في منتصف الليل خوفاً من قتلي

الإعلامي والشاعر العراقي إبراهيم الزبيدي يكشف تفاصيل انقلابات البعث والشيوعيين

الرياض- البلاد

كشف صديق طفولة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الإعلامي والشاعر العراقي إبراهيم الزبيدي، تفاصيل كثيرة في حياة صدام حسين، واصفاً إياه بأنه كان منذ صغره عنيفاً، ويخشاه الناس، لافتاً إلى أنه كان ينتمي لعشيرة أهل العوجة القريبة من بلدته تكريت، حيث عرف عنهم الجبروت والخشونة والعنف، لذا لم يكن يحبهم أهل تكريت، وصدام مثل صفاتهم.

وتطرق في لقائه مع برنامج “مخيال” الذي يبث على القناة السعودية الأولى، كل يوم جمعة الساعة ١ ظهراً ويقدمه الإعلامي عبدالله البندر، إلى انقلابات حزب البعث، والعلاقة مع الشيوعيين.

وأوضح أنه رغم علاقته مع صدام، إلا أنه خشي على نفسه منه وفر من بغداد في منتصف الليل، خوفا من أن يقتله صدام.

وأشار إلى أن سر علاقته مع صدام بدأت عندما كان يذهب إلى عمته في العوجة، وكانت جارتها خالة صدام، فكان يلعب مع صدام الذي كان يكبرهم بـ 4 سنوات، وساجدة “التي تزوجها صدام لاحقاً” وخاله خيرالله طلفاح، وعدنان خير الله، مبيناً أنه شعر بالقرب منهم رغم أن أهل تكريت لم يكونوا يحبونهم آنذاك.

وقال كان والدي يرفض علاقتي مع صدام، وكان يرسل أخي أحمد ليتجسس علي لمعرفة ما إذا كنت أرافق صدام، أم لا، وكان يقول لي “لو لم تكن مثله ما سرت معه”.

صدام عنيف

وأوضح الزبيدي أن “الجميع كان يخشى صدام حسين، حتى أن أحد أكبر تجار تكريت يدعى ذكري البكر، خاف من انتقام صدام بعدما نقلوا له أن ابنه سب صدام الذي كان تلميذاً وقتها، وطلب مني التوسط لديه نافياً أن يكون ابنه قد قذفه”.

وأقر بمشاركته كمراقب فقط مع صدام في حادثة اعتدى فيها صدام حسين على أحد موظفي الكهرباء والذي تورط سابقاً اعتقال خال صدام بتهمة سرقة الكهرباء.

صدام لا يحب التعليم

وبين أن صدام لم يكن يحب الدراسة ولا يتابع دروسه، ولم يكمل دراسته، وذلك عكس ما كان يقال عليه بأنه كان الأول على دفعته، ويحب القراءة.

وأشار إلى أن صدام لم يكمل دراسته، سواء عندما انتقلنا إلى بغداد، أو بعدما اشترك في محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم، وهروبه إلى سوريا أو حتى ذهابه إلى القاهرة كلاجئ سياسي.

وقال صدام كان يجادلنا بالفكر الإسلامي ونحن نجادله بالفكر القومي.

واعترف الزبيدي أنه كان ضمن أول خلية بعثية في تكريت عام 1956، وقال صدام لم يكن بعثياً، وكان في عام 1959 عندما اشترك في محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم لم يكن بعثياً، وقال أصبح بعثياً بعدما هرب إلى سوريا، وهناك اجتمع مع القادة البعثيين، والتحق بالحزب البعثي”.

اغتيال سعدون الناصري

وأشار الزبيدي إلى أنه في عام 1959 عندما كان الحزب الشيوعي هو المسيطر على الأمر في الدولة، ورفعوا تقريراً عن خير الله طلفاح بأنه رجعي وكيف يكون مديراً للتربية؟، لذا تمت إحالته للتقاعد، واكتشف وقتها أن من رفع التقرير هو ابن عمه سعدون الناصري من أهل العوجة، ومسؤول الحزب الشيوعي في تكريت.

وقال حضر صدام من بغداد إلى تكريت، وفوجئت بحضوره إلى منزلي، وبسؤاله عن السبب أبلغني بأنه ملَّ من بغداد، وطالبني بالخروج، وذهبنا إلى مقهى، والتقينا هناك سعدون، وكان عناق حار بين صدام وسعدون، وأمام الجميع اقترض صدام دينارين من سعدون، وذهبنا وأوصلني صدام إلى منزلي، وكان منزل خالة صدام خلف منزلنا، ثم بعد فترة حضرت الشرطة للقبض عليه لمعرفة ماذا حدث، فلم تكن شهادته في صالح صدام ولا ضده.

وروى تفاصيل اعتقال صدام بتهمة قتل سعدون، حيث أحضروا شاهدي زور، في محكمة المهداوي، ووقتها تردد اسم صدام بأنه مجرم قتل المناضل سعدون الناصري، وتم سجن خير الله طلفاح وأخيه وعدنان خير الله.

وأضاف كنت أذهب من تكريت إلى بغداد لمنحهم الملابس النظيفة واستبدالها داخل السجن.

وبين أنه محامي صدام ومن معه نجح لاحقاً في ملاحقة شاهدي الزور، حتى اعترفا بأنهما لم يشاهدا ما حدث، وتمت تبرئة صدام ليهتف في المحكمة “ظهر الحق وزهق الباطل”.

وأضاف صدام لم يعترف قبل ذلك بأنه القاتل، إلا أنه عندما أصبح نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة في عام 1969، حيث بعث إلى أبناء سعدون واعترف بقتل والدهم، وطلب دفع الدية والتسوية العشائرية.

أحلام صدام عندما كان طفلاً

وقال الزبيدي أنه عندما كان يجلس مع صدام وأصدقائه على النهر، وتراودهم الأحلام في مستقبلهم، حيث كتبوا ورقة بأحلامهم حيث كان يحلم هو بأن يكون شاعراً وأصبح كذلك، وكان نبيل نجم يريد أن يكون طبيباً فأصبح في مركز صحي، وعدنان كان يريد أن يصبح عسكرياً لامعاً وصار كذلك، لكن صدام فاجئهم بأن حلمه سيارة جيب وبندقية صيد وناظور “منظار”، حيث كان ذلك كل طموحه.

وقال الزبيدي إنه في عام 1963 عندما رجع البعثيون عاد صدام من القاهرة وهو محمل بالفخر باعتباره من أبطال حزب البعث، الذي تصدي لرئيس الدولة عبدالكريم قاسم، ويجب أن يكافئه الحزب بوظيفة مرموقة، واستقبلناه بالمطار ومعي ساجدة وعدنان، وكان بمعنويات عالية، وكان وقتها أمين عام سر القيادة القطرية لحزب البعث الجديد اعتبر محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم عملية حمقاء وأضرت الحزب، وجمد من اشتركوا في العملية، عدا صدام فتم تعينه ومعه أحمد طه العزوز، عضوين في الجمعيات الفلاحية التابعة لحزب البعث، في شقة صغيرة.

وأضاف كنا نلتقى كثيراً بحكم القرب بين مكتب صدام والإذاعة، وكان صدام حاقد جداً على القيادة واتهمهم بالتقصير والعقوق، وظل يتمنى أن يسقطوا.

وروى تفاصيل ما حدث بين صدام الذي كان عضواً صغيراً في الحزب، ونائب رئيس الوزراء العراقي وأمين سر القيادة القطرية في حزب البعث علي صالح السعدي، حيث قال له “هتمشي ولا أهينك أمام حمايتك”.

وواصل الزبيدي: بعدها بأقل من 7 شهور حدث انقلاب عبدالسلام عارف على البعثيين، وتعاون صدام حسين معه في هذا الانقلاب، وتم تعينه مشرفاً سياسياً على الإذاعة والتلفزيون يراقب الأخبار ويداوم في غرفة الإذاعة، وبعد انقلاب عبدالسلام عارف على الجماعة الأخرى الذين ساندوه في انقلابه على البعثيين، اختفى صدام، وانقطعنا فترة طويلة، وعلمت أن صدام كان مراسلاً لحمل رسائل أحمد حسن البكر الذي كان تحت الإقامة الجبرية، إلى القيادة العسكرية البعثية، لإعادة تنظيم الحزب البعثي، وتم سجن صدام لكنه هرب إلى سوريا عليه بالإعدام غيابياً، ومع ذلك أدخل شاحنة أسلحة من سوريا إلى العراق.

في سبيل الوطن

وقال الزبيدي إنه أصدر أول ديوان له باسم “في سبيل الوطن”، وكان عمره لم يتجاوز الـ 16 عاماً، وطبع ديوانه بكفالة من خير الله رحمه الله، لأنه لم تكن لدي نقوداً، على أن يتم الدفع بعد البيع، بعدها قامت وزارة المعارف “التربية” بإصدار توصية إلى المدارس بتشجيعي واقتناء الديوان، لتنفذ النسخ خلال أشهر، وسددنا التكلفة، وهو فتح لي بوابات الإذاعة.

مجزرة قصر الرحاب

ووصف الزبيدي ما حدث في عام 1958 من انقلاب عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف ضد الأسرة المالكة الملكية، كان انتكاسة وقال “لأن العهد الملكي كان تجربة رائدة ديمقراطية فيها عدل وهناك مجلس الخدمة العامة، الذي يفحص الشهادات والخبرات، بدون واسطات بل الكفاءة فقط، والقضاء إلى حد كبير كان مستقلاً، وكانت هناك جامعات، وكلية طب وحقوق للبنات ومحاميات في المحاكم، وكان عصراً ذهبياً.

أوضح الزبيدي أنه قبل الانقلاب كان في الإذاعة للتسجيل، ورأيت نور السعيد في حديقة الإذاعة، وعندما قالوا أنه هارب أكدت أنني رأيته بعيني.

وأوضح أن هناك أيادي خفية وخارجية ويقال إن بريطانيا وراء هذا الانقلاب.

وحول علاقة انقلاب الضباط الأحرار في مصر على العائلة المالكة هناك، بانقلاب العراق، قال الزبيدي إن الشخصية العراقية حادة والعراقي غير مسالم، وبطبعه “حامي”.

وحول مجزرة الرحاب، بين أنه يقال بأنها تصرف شخصي أحمق من ضابط واحد، بدلاً من الرد على مصدر الرصاصة من داخل القصر أطلق الرصاص على كامل العائلة، إنما قيادة الجيش لم يكن لها علم، وغضب عبدالكريم قاسم، على مقتل العائلة المالكة، فيما عبدالسلام عارف أيد المجزرة لأنه أحمق.

واستنكرت شريحة واسعة من العراقيين المجزرة.

ووصف عبدالكريم قاسم بأنه كان عراقياً وطنياً ونزيهًا، صادقاً مخلصاً.

وأشار إلى أن عبدالسلام عارف كان يطالب باندماجية ووحدة فورية مع مصر، لكن كانت رؤية عبدالكريم قاسم والشيوعيين أنه يجب التريث، ليكون هناك فريقان هناك من اصطف مع هذا وذاك، وثبت بعدها أن أول من عارض الرئيس المصري جمال عبدالناصر هم البعثيون بعد استلامهم السلطة.

انقلاب 58

واعتبر الزبيدي أن بداية الفوضى في العراق بعد تولي البعثيين الحكم بعد انقلاب تموز 1958، حيث سجنوا وفصلوا الموظفين، وتعرضت الدولة العراقية لهزة عميقة، وكان عندما أراد عبدالكريم قاسم مجاملة الشيوعيين زايدوا عليه واستغلوه، ومارسوا العنف الشديد، وهناك مجازر ارتكبوها في الموصل وكركوك، ضد محاولة الانقلاب ضد عبدالكريم قاسم، حيث تم سحل الجثث، وزرعوا بذرة الفوضى والعنف في العراق.

وبين أن البعثيين عندما جاءوا للحكم في عام 1963 انتقموا منهم بنفس الأسلوب، واستنكر عبدالكريم قاسم جرائمهم وانقلب عليهم، وأمر بمحاكمة المسيئين في محاكم عسكرية، وتمت محاكمة الشيوعيين الذين ارتكبوا جرائم.

اغتيال عبدالكريم قاسم

وحول مشاركة صدام حسين في محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم، أوضح أنه لم يكن مطلعاً على تفاصيل العملية، لكن ما يذكره أن مسؤول البعث سأل خليتهم البعثية في تكريت لترشيح شخص جرئ يتطوع لعملية ما، وأبلغناه عدم رغبتنا في ذلك، لكننا عرفنا لاحقاً أنه تم اختيار صدام لأنه معروف بشجاعته وتدربه على السلاح، وكان المنفذ للعملية اعتذر في آخر لحظة، لذا اختاروا صدام، وهو شارك في عملية الاغتيال، وأصيب في قدمه.

وقال إنه بعد يوم من الانقلاب شاهد بالصدفة صدام وهو يعرج، على جسر الأحرار، وعندما سأله عن السبب، زعم أنه سقط في الحمام.

وأضاف سألته عن عملية الاغتيال، ومن ورائها، فأبلغني أن الشيوعيين وراء العملية، وتبين لاحقاً أنه شارك في العملية، لأنه ضد عبدالكريم قاسم الذي كان يوصف في نظر القوميين أنه كان شعوبياً ضد القومية العربية وضد الشيوعيين خصوصاً عند العراقيين السنة.

وحول توتر العلاقة بين عبدالكريم قاسم رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وعبدالسلام عارف نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، أوضح الزبيدي أنها كانت من البداية، من أول أيام 1958، لأن عبدالسلام كان يخطب خطباً متهورة وغير منطقية، وكان عبدالكريم قاسم غير راضي عن ذلك، من هنا نشأ الصراع الشخصي، واستغل الشيوعيون والبعثيون الموقف، فاصطف الأوائل خلف عبدالكريم قاسم، والأخريين اصطفوا خلف عارف.

كما روى تفاصيل انقلاب البعثيين ضد عبدالكريم قاسم، واستسلامه في مبنى وزارة الدفاع، ثم احضاره إلى مقر الإذاعة، وحبسه في غرفة الموسيقى، ولم تكن هناك محاكمة، بل الكل يتحدث في نفس الوقت، ثم رأيت قتله على الفور، وسقط على الأرض.

حكم عبدالرحمن عارف

واعتبر الزبيدي فترة حكم عبدالرحمن عارف، خلفاً لأخيه عبدالكريم عارف، بأنها الفترة الذهبية، حيث لم يعتقل أي عراقي لأسباب سياسية، وكان مسالماً ولطيفاً وكريماً، وكون مجلس استشاري من رؤساء الوزارات السابقين بما فيهم أحمد حسن البكر الذي أصبح يمارس نشاطه بحرية لاكتسابه الصفة الرسمية، فانقلبوا عليه.

وروى السبب في الألفة الدائمة مع عبدالرحمن عارف، بمقلب في حمامه.

كما تطرق إلى برنامج “عزيزي المستمع” الذي كان يقدمه يومياً في الإذاعة والذي كان يمثل قلقاً في إيران وإسرائيل، والذي توقف بسبب ما تعرض له من إصابة في حادث مروي، وكيف أمر رئيس الجمهورية عبدالرحمن عارف بمواصلة البرنامج فتم حمله من المستشفى ليسجل 4 حلقات ثم يعود لاستكمال علاجه.

الهروب من العراق

وتطرق الزبيدي إلى انقلاب البعثيين بقيادة أحمد حسن بكر، ومشاركة صدام حسين فيه، حيث شاهده يحمل سلاحاً خلف بكر، وقال ظننت وقتها أنه حارساً شخصياً لكن الحقيقة أنه كان “الكل في الكل”.

وتحدث عن الفجوة التي ربما حدثت مع صدام حيث أكدت لهم في أكثر من لقاء بأنني لست بعثياً وخرجت من التنظيم نهائياً، مشيراً إلى أنه بعدما عاد من إحدى سفرياته، فوجئ بأن الحزب أتي بأفراد أميين وغير أكفاء ليعملوا في الإذاعة، وقال عندما التقيت بصدام عند الصحاف مدير عام الإذاعة والتلفزيون شعرت بأنه “لم يكن يطيقني”.

وقال لم يضع عيني في عينه، خلال اللقاء رغم أنه كان يسألني عن عائلتي، فاستأذنت من الاجتماع وذهبت إلى وزارة الخارجية عند صديقي هناك، وأبلغته بأنني أخاف بكل صراحة، وطلبت منه الخروج من العراق، حيث أنه سبق أن قتل أشخاص آخرين في أحداث مختلفة، وكان ذلك متداولاً في العراق، ومنهم زميل صدام حسين وصديقه ورفيق كفاحه عبدالكريم الشيخلي، والذي قتل بالسكين خلال ذهابه لدفع فاتورة الكهرباء، وآخر قبل يوم من خروجه من السجن، وأرسلوا له سجين فقتله، وآخر قتل في حادث سيارة.

وأضاف الزبيدي: تحدث صديقي مع وزير الإعلام ليصدر لي أمراً لأكون مستشاراً صحفياً في السفارة العراقية في بيروت وأنشأ مركزاً ثقافياً عراقياً في بيروت، وأكملت الإجراءات وحصلت على الجواز الدبلوماسي، وبطاقة الطائرة، وعندما ذهبت لوداع الصحاف، وجدته يضحك وأبلغني بأنه تم إلغاء ابتعاثي إلى بيروت، بدون تحديد الجهة التي وراء هذا الأمر، عندها ذهبت إلى وزير الإعلام وأبلغني أنه لا يعرف الجهة التي وراء ذلك، وطلبت منه إجازة لمدة أسبوعين للراحة، فوافق الوزير، وأعدت الجواز الدبلوماسي، وأخذت الجواز العادي، وسألت عن أي طائرة في نفس اليوم لأي دولة، فوجدت طائرة إلى براغ الساعة 12 ليلاً، ولم أحمل أي حقيبة أو اصطحب أبنائي، لأنني أردت ألا ألفت نظر أحد.

وواصل الزبيدي الحديث وقال: في براغ اضطر للبقاء في الانتظار يومين لأنه لم يكن يحمل تأشيرة، حتى جاءت طائرة إلى بيروت وغادر إليها، وهناك عمل في استوديو بعلبك لمدة 6 شهور في كتابة وقراءة التعليقات على الأفلام الملونة، وبعدها أبلغني مدير الأستوديو أن الضغوطات عليه كثيرة من السفارة العراقية، ووقتها تركت العمل، ووقعت الحرب الأهلية فأخذت سيارتي إلى سوريا والأردن وقطر، والتي فيها وجدت كل أحبابي وأصدقائي هناك، والذين اهتموا بي، وجمعت أموالاً وذهبت إلى أبوظبي ونفذت البث المباشر.

دورة في مصر

وحول سبب سفره إلى مصر، بين الزبيدي أنهم كانوا أسسوا معهد إذاعة وتلفزيون حيث وقع عليه الاختيار للدراسة هناك، ومعه أخوة كويتيين، وقال كنا نمارس الإذاعة عشوائياً، وكانت مصر سبقتنا في تعلم الإعلام، وعلمونا الإعلام بكافة أنواعه على أصوله الحقيقية.

وأوضح أن تجربته في مصر دفعته لاحقاً للتغيير كثيراً في الإذاعة العراقية، وكان أول من استحدث البث المباشر في إذاعة العراق، ثم لاحقاً في التلفزيون في أبو ظبي.

وأشار الزبيدي إلى لقاءه مع خيرالله طلفاح خال صدام حسين، وكان يشغل محافظ بغداد، وكيف تورط في انتقاد القومية الكردية، في وقت كانت تجرى فيه مفاوضات مع الأكراد، الأمر الذي أثار حفيظتهم.

وبين أنه للتاريخ، فإن خال صدام، منذ كان صغيراً لم يكن مقتنعاً بصدام وغير مؤمن به، ويعتبره مهملاً، ولا يدرس، وكان ينتقده.

وأوضح أنه بعد خمسة أو ستة شهور من الانقلاب انتقد خير الله، صدام، لكنه بعد فترة أصبح من أهم الوسطاء لصدام عند الرئيس أحمد الحسن البكر، ليقربه معه في السلطة باعتبارهم أولاد عمومة من أهل العوجة.

وتطرق الزبيدي إلى علاقته مع خيرالله طلفاح خال صدام، وأكد أنها كانت علاقة جيدة لأنه حفظ الجميل عندما كنت أزورهم في السجن، وكذلك العلاقة جيدة مع عدنان خير الله، الذي أصبح لاحقاً وزيراً للدفاع، وقال: خلال زيارته لأبوظبي أراد إعادتي معه في نفس الطائرة، لكنني رفضت وقتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *