البلاد ــ الرياض
في إصدار جديد لدارة الملك عبدالعزيز وضمن سلسلة الرسائل الجامعية، تناول الدكتور محمد سيد عُمر الشنقيطي مفهوم المكتبات الوقفية، وتعريفها، ودورها في تطوير الحضارة الإسلامية، متطرقاً إلى أشهر المكتبات الوقفية في المدينة المنورة، وتاريخها، مثل مكتبة المصحف الشريف، ومكتبة المسجد النبوي، ومكتبة الشيخ عارف حكمت، مبينًا إسهامها في حفظ المصاحف والمخطوطات، ومتطرقاً، إلى الحديث عما لقيته تلك المكتبات من عناية واهتمام كبيرين في العهد السعودي, حيث أنشئت مكتبة المدينة المنورة العامة، ومكتبة الملك عبدالعزيز وغيرها؛ بهدف الحفاظ على تلك المكتبات الوقفية والعناية بها.
وهدف الإصدار إلى إلقاء الضوء على جزء من تاريخ النشاط العلمي بصفة عامة والمكتبات بصفة خاصة في العهد السعودي الزاهر في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة، ومن ضمنها المدينة المنورة التي شرفها الله باحتضان المسجد النبوي الشريف الذي كان محط هدايةٍ للبشرية على مر التاريخ الإسلامي.
وتناول الفصل الأول مفهوم الوقف وتعريفه، وتعريف المكتبة الوقفية، والأحكام العامة من أقوال الفقهاء، وما استقر الأمر عليه في هذا الخصوص، مناقشاً أحكام وقف الكتب والمكتبات، وبعض الأحكام الفقهية الخاصة بهما، وحصر أبرز أنواع المكتبات الوقفية في الحضارة الإسلامية، كما استعرض الكتاب في الفصل الثاني تاريخ المكتبات الوقفية بالمدينة المنورة على مر العصور الإسلامية، ورصد أنواعها المختلفة، وما تتميز به كل مكتبة عن الأخرى، وإسهامها في حفظ المصاحف والمخطوطات، بالإضافة إلى ملخصين لأهم مكتبتين في المدينة المنورة، هما: مكتبة المصحف بالمسجد النبوي الشريف، ومكتبة المسجد النبوي الشريف.
وجاء في الفصل الثالث، معلومات عن المكتبات الوقفية بالمدينة المنورة في العهد السعودي، ومدى اهتمام ورعاية المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بالأوقاف بجميع أنواعها، وسعيها في إتاحة الخدمات للرواد والمستفيدين، كذلك أهم المكتبات الوقفية التي أنشئت في العهد السعودي, فيما تطرق الفصل الأخير إلى مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، منذ تاريخ تأسيسه، وبيان مدى أهميته، وما يحتوي عليه من مخطوطات وكتب ومقتنيات أثرية، وتطرق كذلك لحرص وعناية الحكومة بعملية النقل المؤقتة لمحتويات مكتبة الملك عبدالعزيز، والمكتبات الوقفية إلى الجامعة الإسلامية، وإبراز مهام دارة الملك عبدالعزيز المنجزة في مشروع النقل.
وانطلاقاً من رسالة دارة الملك عبدالعزيز في العناية بتاريخ الحركة العلمية في المملكة العربية السعودية، فقد ارتأت الدارة أهمية طباعة هذا الكتاب ونشره؛ لتحقيق النفع والفائدة للجميع.