تشير دراسات منظمة الأمم المتحدة الخاصة بالتغير المناخي إلى أن الانسان هو الفاعل والمساهم الأساسي في تغير المناخ العالمي حيث أن 75 % من الإنبعاثات الكربونية التي ينتجها سكان الكرة الأرضية توجد في الغلاف الجوي وتتسبّب في الإحتباس الحراري وتغير المناخ وإرتفاع درجات الحرارة بمعدلات سريعة غير مسبوقة ممّا يؤثر على أنماط الطقس ما بين العواصف والأعاصير وتغير نشاطات الشمس والجفاف الشديد وشحّ الأمطار وبالتالي ندرة المياه وتلوثها . وتتسبّب في الإنفجارات البركانية والزلازل وإشتعال الحرائق وذوبان الجليد وإرتفاع مستويات البحر والفيضانات وتلوث البيئة.
كل ذلك له تأثير شديد الوطأة على نقص الغذاء وعلى صحة البشر ممّا يؤدي إلى إنتشار الأمراض والأوبئة وآثار إقتصادية مدمرة .
وما يهمني هنا هو مدى تأثر حركة الطيران التي تدخل في دائرة مغلقة نتيجة الإنبعاثات الكربونية الناتجة عن محركاتها وتتسبّب في تلوُّث الأجواء وإرتفاع درجات حرارتها وبالتالي تتأثر إقتصاديات الطيران وعمليات التشغيل حيث تتطلب مدرجات أطول حتى تحقق السرعات المطلوبة لإقلاع الطائرات .وتزيد من مخاطر المطبّات الهوائية ومعاناة الركاب. وكثافة تأخر الرحلات وإلغائها الى جانب تأثر العاملين في ساحات المطارات بدرجات الحرارة المرتفعة وينعكس ذلك علي صحتهم وإنتاجيتهم بل ويصبح العمل تحت حرارة الشمس مستحيلاً .
وتجب الإشارة الى أن الجهود المبذولة حاليا للتقليل من الإنبعاثات الحرارية من محركات الطائرات ، لن تخفِّف من وطأة المشكلة بأكثر من 3 % . لذلك فالحل يكمن -وفق دراسة أجرتها جامعة أوهايو الأمريكية-في إحلال القطارات فائقة السرعة والتي تسمّي بالطلقة والأخري “الهايبر لووب” والتي تصل سرعاتهما مابين 600 الي 1200 كيلو متر في الساعة ممّا سيساهم بفعالية في حل مشكلة معاناة النقل الجوي نتيجة الأجواء الحارة . حيث أن تأثر تلك القطارات بمتغيرات الأجواء مثل الزلازل والبراكين والفياضانات محدود نسبياً وأقل وطأة من الطائرات والبيئة التي تعمل فيها .
وأخيراً، يجب التنوية الى أن سياسة إحلال القطارات مكان الطائرات كبديل مستدام للسفر الجوي ، تعتمد على عدة عوامل منها سرعة القطارات وسهولة إجراءات السفر وتعزيز التعاون الدولي للنقل عبر الحدود كما هو معمول به في النقل الجوي.