التسّويق الحسي أو العصبي ،علم حديث نسبياً ،فهو ينطلق من قدرة وقوة الحواس الخمس للإنسان والتي لها تأثير فعّال على سلوك العملاء ودفعهم لقرارات الشراء .
توظيف الحواس في عمليات تسويق وبيع السلع والخدمات، يجعل من عملية الشراء تجربة مثيرة ومحبّبة الى النفس والوجدان ، لأنها تعزّز التميُّز والفروق بين المحلات والمعارض ودور السينما والفنادق والأسواق وشركات الطيران الخ ..
لقد سعدت جداً أن خطوطنا السعودية أدركت أهمية هذا التوجّه وقامت بالإعلان عن شخصيتها الحسية ضمن إستعراضها لهويّتها البصرية المتجدّدة . حيث أشارت الى أن هويّتها مستمدة من الأصالة وعبق وجوهر التاريخ والتراث، ويغلّفها فخامة وثراء الحياة العصرية. وجسّدت تلك الصورة بشعارها المكتوب، أن السعودية لها جوها الخاص المستمدّ من الأصالة والإلهام والإستكشاف والإبتكار والأمجاد المكتسبة من جذور التاريخ وحضورها الفاعل في المستقبل.
وستعزّز الخطوط السعودية تلك المفاهيم من خلال شخصيتها الحسية التي سترسمها بالتعاون والعمل بشكل مباشر مع وزارة الثقافة لتلامس هويّة خدماتها الحواس الخمس لعملائها في جميع مناشط أدائها:
الحاسة البصرية ويستهدفها الشعار والألوان وكل ما يقع عليه البصر أو تراه العين ويعتبر ذو أهمية كبيرة في ترسيخ العلامة التجارية في ذهن العملاء والمجتمع.
حاسة السمع وتتأثر بالأصوات والمؤثرات والموسيقى وطريقة إلقاء الموظفين للإعلانات والرسائل الشفوية وللتدليل على ذلك نتذكر أصوات مذيعي الإذاعة البريطانية ودقات ساعة بيج بن وأصوات إعلانات مطار هيثرو في لندن.
حاستا الطعم والرائحة وهما مرتبطتان ببعضهما ويمكن للسعودية إشباعهما عن طريق إعداد وجبات الطائرات بنكهات عالمية ومحلية مميزة لها بصمتها وشخصيتها وإستعمال روائح عطرية مستنبطة من زهور طبيعتنا الفوّاحة.
حاسة الملمس أو اللمس ولها أهمية قصوى في صناعة السلع والمواد والأجهزة والأدوات من مواد منتقاة بعناية يشعر العميل بملمسها ورائحتها وتربطه عاطفيا ووجدانيا بحواسه .
وأخيراً الحرص على إسستدامة تطبيق هذه المبادئ هو الطريق الى التميز والنجاح لأي شركة أو منظمة .