البلاد – واس
بينما تستمر العمليات العدوانية من قوات الاحتلال تجاه المدنيين في غزة، أدان البرلمان العربي اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي، وغيره من المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، عاداً الاقتحام انتهاكاً صارخاً واستمراراً لاستهزاء الاحتلال بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تنص على حماية المدنيين وقت الحرب.
وقال البرلمان في بيان أمس: إن اقتحامات مستشفيات غزة تشكل امتداداً للانتهاكات والجرائم، التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الاستهداف المتواصل للمراكز الصحية والطواقم الطبية والإسعافية، يؤدي إلى حرمان المواطن الفلسطيني من أبسط حقوقه الآدمية المتعلقة بحقه في العلاج، وتلقي الخدمة الطبية.
وحمّل البرلمان العربي، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية وآلاف المرضى والجرحى والنازحين الحاضرين داخل المجمع، مطالباً بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم، داعياً الصليب الأحمر بالضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال تواصله مع كل الأطراف لمنع حدوث كارثة بمجمع الشفاء الطبي في غزة، حتى يتمكن من أداء دوره في القطاع.
من جهتها، أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاثرين راسل، أن ما رأته وسمعته في زيارتها إلى قطاع غزة كان مفجعاً، مضيفة أنه لا يوجد هناك مكان آمن للأطفال الذين يبلغ عددهم مليوناً.
وأدانت كاثرين راسل في بيان صحفي الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها أطراف الصراع ضد الأطفال، التي تشمل القتل والتشويه والاختطاف، والهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى مقتل أكثر من 4600 طفل في غزة- بحسب التقارير، وإصابة حوالي 9000 آخرين بجراح وفقدان أثر الكثيرين، ويُعتقد أنهم مدفونون تحت أنقاض المباني والمنازل المنهارة. وأوضحت أن ذلك هو النتيجة المأساوية لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة، مشيرة إلى أن أطفالاً حديثي ولادة ممن يحتاجون إلى رعاية متخصصة قد ماتوا في أحد مستشفيات غزة مع نفاد الكهرباء والإمدادات الطبية، واستمرار العنف بآثار عشوائية.
وفي مستشفى ناصر في خانيونس، التقت راسل عدداً من المرضى والعائلات النازحة بحثاً عن المأوى والأمان. وأكدت المسؤولة الأممية أن الفتح المتقطع لمعابر غزة الحدودية أمام شحنات الإمدادات الإنسانية غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة بشكل هائل، مشددة على أن الحاجة إلى الوقود قد تصبح أكثر إلحاحاً مع اقتراب فصل الشتاء.
ودعت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف جميع الأطراف إلى ضمان حماية الأطفال ومساندتهم، وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وإلى الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وضمان وصول الجهات الإنسانية العاملة بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى المحتاجين بجميع الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة.
من جانبها، ثمّنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، مجمل القرارات الصادرة في البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي انعقدت في المملكة، التي دانت جرائم الحرب التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي، ودعت إلى كسر الحصار المفروض على غزّة، وإلى وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
كما ثمنت الألكسو، وفق بيان أصدرته من مقرها بالعاصمة تونس أمس، اعتماد اليونسكو مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية تحت عنوان: “تأثير وعواقب الوضع الراهن في فلسطين، فيما يخص جميع جوانب عمل منظمة اليونسكو”، بتصويت أغلبية الدول الأعضاء، وجرى ذلك خلال أشغال الدورة الـ 42 للمؤتمر العام لليونسكو.
وأكدت الألكسو وفق البيان، على أهمية اعتماد اليونسكو القرار الداعي إلى التوقف الفوري لاستهداف المدنيين، وخاصةً الأطفال والنساء والشباب والمعلمين وسائر العاملين في مجال التربية والتعليم، ووقف الهجوم على المدارس والكليات والجامعات.
إلى ذلك، أكد الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري، أن ما يحدث حالياً في قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم؛ يُعد انتهاكاً فظيعاً تحرمه وتجرمه جميع الشرائع السماوية والقانون الدولي الإنساني وكل الاتفاقيات والقوانين الدولية.
وأعرب الدكتور التويجري خلال انطلاق أعمال اجتماع لجنة خبراء المركز العربي للقانون الدولي الإنساني، عن أمله من المركز رصد جميع الانتهاكات الإجرامية الموثقة خلال هذه الحرب العدوانية، مؤكداً العمل على تصعيدها إلى أعلى المستويات الدولية. وأبان أن هذه الانتهاكات تتمثل في استهداف المدنيين والمنشآت الخدمية ومنها الصحية وسيارات وطواقم الإسعاف؛ والحصار وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية؛ والتهجير داخل القطاع وخارجه؛ وقطع الكهرباء والماء؛ واستهداف مؤسسات الأمم المتحدة (الأونروا)، التي سقط فيها أكثر من 100 من منسوبيها، والإشارة إلى عمليات الغدر الإسرائيلية التي طالبت سكان شمال غزة بالنزوح إلى الجنوب وأثناء ذلك غدرت بهم واستهدفتهم.
وشدد أعضاء لجنة خبراء القانون الدولي الإنساني في الأمانة العامة للمنظمة العربية، على ضرورة وضع خارطة طريق للتحرك السريع لتجريم قوة الاحتلال الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة؛ وحماية الشعب الفلسطيني.