يتفق خبراء علم النفس على دور التفكير الإيجابي والفكر المستنير للإنسان في نجاحه وتميزه وتفوقه، وتأكيد دوره في تحقيق التناغم والانسجام بين الجسم والعقل والروح، والقوة الضاربة لتحقيق النجاحات الكبيرة في كافة الميادين ، غير أن تحقيق النجاح يتطلب أن يكون الإنسان متفائلاً، وأن يكون فكره إيجابياً ، وأن يكون له أهداف محددة، وأن يبذل جهوداً لا تعرف اليأس ـ وأعجبني كثيراً كتاب ” قوة التفكير الإيجابي ” من تأليف الكاتب الأمريكي الشهير الدكتور نورمان فينسنت بيل،الذي تناول هذا الموضوع بالشرح والتحليل، مركّزاً على تأثير التفكير الإيجابي على الحياة الشخصية والمهنية للأفراد، وكيفية تطبيق التفكير الإيجابي في الحياة اليومية لتحقيق النجاح وتعزيز الرفاهية وتطوير الذات والنجاح في مختلف جوانب الحياة .
يعرّف الدكتور بيل التفكير الإيجابي على أنه موقف عقلي يتميز بالتفاؤل والإيمان بالقدرات الذاتية والثقة بمواجهة التحدّيات والصعوبات، ويركز على الفرص والنجاحات المحتملة بدلاً من التركيز على الفشل والسلبيات مع توجيه طاقتنا الذهنية والعاطفية نحو تحقيق الأهداف المحدّدة طبقا للخطط الموضوعة ، والسعي إلى التحسين والتطوير المستمر عندما نتبنى هذا النوع من التفكير مع وجوب النظر إلى الآخرين بإيجابية مما يعزز التعاون والتلاحم والتفاهم ، وتحقيق الابتكار والإبداع وتحسين جودة العمل ، ولكي يتأتى ذلك يجب أن نتعود على التفكير الدقيق بعيدا عن أية أهواء أو رغبات ، والتيقن بأنه لا يمكن أن نحقق النجاح منفردين بل نحتاج إلى بناء علاقة متينة مع مجموعة العمل والتي تتقاسم نفس الأهداف ، ومن هنا ينطلق النجاح ، والذي يتطلب منا الحماس المتواصل باعتباره عنصرا أساسيا من عناصر تحقيق النجاح ، وهو من أهم الطاقات الإيجابية التي يحتاجها فريق العمل لتحقيق الأهداف المرجوة ، وأن نتصف أيضا بالمبادرة بطرح الأفكار والآراء التي تجلب تحقيق النجاح المستهدف، وأن نتعلم من بعض حالات الإخفاق والفشل التي قد تحدث عبر مسيرة العمل، وأن نخرج منها سريعا بالتفكير الإيجابي الناجح باعتباره أحد العناصر الهامة في تحقيق النجاح ، ولتعزيز هذا التفكير في فريق العمل، يجب تحفيزهم ومنحهم فرصة التعبير عن أفكارهم والمساهمة في صنع القرارات الهامة مع تكريم ومكافأة الإسهامات الإيجابية للفريق وتشجيع الأداء المتميز مما يشعرهم بالارتياح والطمأنينة ، ويحفزهم للعمل بجد واجتهاد وتميز.
لذلك تلعب الإدارة العامة الواعية لأي مشروع ناجح دوراً حاسماً في تطوير التفكير الإيجابي للفريق ، وتحفيزهم لتحقيق الأهداف وتطوير المهارات وتحسين مستوى الثقة بالنفس والتغلب على الشكوك والمخاوف والإيمان بالقدرة على تحقيق النجاح سواء في العمل أو الحياة الشخصية ، ولا يجب أن ننسى في هذا السياق دور برامج التدريب والتطوير في تحفيز العمل الجماعي وتبادل الخبرات.