قمم تتلوها قمم، دعى ويدعو إليها بين الفينة والأخرى، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كان آخرها (القمة السعودية الأفريقية) المقامة في العاصمة السعودية الرياض، قبل أيام، برعاية خادم الحرمين الشريفين وولي العهد – يحفظهما الله – جمعت بين جنباتها قادة الدول الأفريقية.
وتهدف هذه القمة تأسيس تعاون استراتيجي بين المملكة والدول الأفريقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والثقافية بما يعزز المصالح المشتركة ويحقق التنمية والاستقرار بين دول الجانبين.
وللمكانة العالمية والسمعة المتميزة التي تحظى بها المملكة لدى قادة الدول الأفريقية منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – ومن بعده أبناؤه الملوك باعتبارها صمام أمان للعالمين العربي والإسلامي وتقود سياسة حكيمة تركز على المصالح الاقتصادية والتنموية، وستحقق هذه القمة نجاحاً كبيراً نظراً للعديد (من القواسم المشتركة بين الجانبين من أهمها التاريخ المشرّف للمملكة في القارة الافريقية وقربها الجغرافي إلى جانب البعد الديني وسياستها الواضحة والشفافة تجاه إفريقيا والتعاون بين السعودية والدول الإفريقية كبيرة وواعدة جداً، سواء في الاقتصاد والتجارة والاستثمارات أو المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب التي تعاني منها بعض دول أفريقيا).
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والدول الإفريقية (74.735) مليار ريال سعودي ورسم المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي المنعقد في الرياض خارطة طريق للنهوض (باقتصادات بلدان القارة الأفريقية التي يؤثر نموها إيجاباً على نمو الاقتصاد العالمي وفق ما أعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان) كما وقع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان (خمس مذكرات تفاهم بين السعودية وكل من : أثيوبيا – والسنغال – وتشاد – ونيجيريا – ورواندا (بهدف التعاون في مختلف مجالات الطاقة وتمثل هذه المذكرات تفعيلا ًلمبادرة (تمكين أفريقيا) التي أطلقتها المملكة خلال أسبوع المناخ لـ (الشرق الأوسط) وشمال أفريقيا الذي أقيم في الرياض الشهر الماضي).
خاتمة: وهكذا استطاع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بحكمته المعهودة ورؤاه الفاعلة، وبدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين – يحفظهما الله – أن يجمع قادة الدول الأفريقية على أرض المملكة العربية السعودية أرض الإسلام والسلام لرسم خطة المستهدفات التي تؤمن وتحقق الاستقرار وجودة الحياة لشعوب الجانبين في شتى المجالات.
وتوّج البيان الختامي لهذه القمة العديد من التوصيات الهادفة لما فيه خير شعوب هذه القمة غير المسبوقة حاضراً ومستقبلاً.
وفّق الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما فيه خير البلاد ونصرة قضايا العرب والمسلمين تحقيقاً لمبدأ الأخوة الإسلامية التي دأب عليها ولاة أمرنا يحفظهم الله. وبالله التوفيق.