ياسر خليل – جدة
يحتفل المجتمع الدولي اليوم (الثلاثاء) 14 نوفمبر، باليوم العالمي للسكري بهدف التوعية بالمرض ومضاعفاته وكيفية الوقاية منه، حيث تم إنشاء هذا اليوم عام 1991م من قبل الاتحاد الدولي للسكري، ومنظمة الصحة العالمية؛ استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن التهديد الصحي المتصاعد الذي يشكله مرض السكري، بينما أصبح يوماً رسميّاً عام 2006 ويتم الاحتفال به كل عام في 14 نوفمبر، إحياءً لذكرى السير فريدريك بانتينج، الذي شارك في اكتشاف الأنسولين مع تشارلز بيست عام 1922، وحصل بموجب ذلك على جائزة نوبل.
“البلاد” التقت البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا استاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، مبيناً أن القصة بدأت عام 1921م، عندما أجرى البروفيسور فريدريك بانتنج وطالب الطب تشارلز بست بإجراء تجارب على بنكرياس الكلاب في تورنتو، كندا وتمت إزالة البنكرياس، مما أدى الى ظهور أعراض مرض السكري على الكلاب، ثم تم إنتاج مستخلص قابل للحقن عدة مرات في اليوم ما ساعد الكلاب على استعادة صحتها وبعد ذلك انضم العالم ماكلويد إلى الفريق البحثي ونجح من توفير مستخلص”الانسولين” من الأبقار وبعد ذلك انضم العالم الكيميائي كوليب، إلى الفريق البحثي لتقديم المساعدة في تنقية الانسولين لاستخدامه في علاج البشر وبعد أن جربت المجموعة ما يكفي لفهم الجرعات المطلوبة وأفضل طريقة لعلاج نقص السكر في الدم، كان الانسولين جاهزًا للتجربة على المرضى وفي يناير عام 1922م تم إعطاء الطفل ليونارد طومسون البالغ من العمر 14 عامًا مصابًا بداء السكري من النوع الأول أول جرعة طبية من الانسولين وبعد ذلك نجحت جرعة ثانية منقحة تمت تنقيتها بوساطة كوليب ليعيش ليونارد 13 عامًا أخرى قبل أن يستسلم للالتهاب الرئوي.
وأشار البروفيسور الأغا إلى أن الانسولين منذ ذلك الوقت والى الآن قد تطور بشكل سريع ومذهل وفي عام 1981م تم إنتاج أول سلالة من الانسولين (البشري) بوساطة تقنية الهندسة الوراثية، بينما في عام 1996م، تطورت صناعة عقار الانسولين إلى إنتاج سلالات جديدة سُميت بـ”نظائر الانسولين” سواء كانت سريعة المفعول (التي تحقن قبل تناول الوجبات) أو طويلة المفعول (التي تحافظ على سكر الدم في المستويات الطبيعية) ما بين الوجبات وخلال فترة النوم.
وتابع أنه في الآونة الأخيرة، تم إنتاج العديد من هذه المستحضرات، منها نوعان جديدان هما انسولين عالي السرعة ويُستخدم مع الوجبات وهو أسرع من الانسولين سريع المفعول ويعمل خلال 5 دقائق وينتهي عمله خلال ساعتين إلى 3 ساعات وهو الأقرب للانسولين الطبيعي المفرز من البنكرياس، والثاني انسولين طويل المفعول جدًا ويسمى انسولين ترسيبًا ويعمل لمدة 42 ساعة ولا بد من حقنه يوميًا، أما إبر الانسولين فقد تطورت منذ عام 1923م، حيث ظهرت أول إبرة لحقن الانسولين من النوع الحديدي وكانت طويلة وحادة، وأصبحت في يومنا الحاضر إبرة صغيرة المقاس ونحيفة وتناسب جميع الأعمار وكذلك أقلام الانسولين، كما نجد أن تقنية i – port هي تقنية لحقن الانسولين، وهي عبارة عن لصقة توضع فوق الجلد وتكون لها إبرة بلاستيكية تغرز تحت الجلد ولها خاصية البقاء بفعالية لمدة 3 أيام متواصلة، وللمريض القدرة على الحقن خلال هذه اللصقة (بدلاً من جلده) بأي عددٍ وبأي نوع من الانسولين.
وعن مضخات الانسولين، قال البروفيسور الأغا صناعة مضخات الانسولين قد تطورت بشكل مذهل وأصبح الأمل قريبًا في إنتاج البنكرياس الاصطناعي، القريب عمله من خلايا بيتا، إذ إنه في عام 2016م تم إنتاج نوع من المضخات الذكية والتي تعمل جنبًا إلى جنب مع مجسات السكري وتتوقف عن ضخ الانسولين بوقت كافٍ قبل حدوث الانخفاض وتعاود العمل مرة أخرى قبل ارتفاع السكر، بالإضافة إلى القدرة على التحكم بضخ البرمجة القاعدية للمضخة حسب قراءات السكر وكذلك ضخ الجرعة التصحيحية عندما يرتفع السكر في الدم.
وعن تطورات أجهزة المراقبة الحساسة، قال الأغا إن التطورات في علاج داء السكري شملت كذلك الأجهزة الخاصة بمراقبة مستويات السكر في الدم سواء كانت الأجهزة المنزلية أو حساسات قياس السكر أنه منذ عام 1999م تطورت هذه التقنية ليصبح هنالك ما يسمى”مجسات السكر” وهي عبارة عن إبرة صغيرة الحجم، وعلى رأسها حساس لقياس السكر تكون تحت الجلد ونقيس السكر بشكل متواصل على مدار الساعة دون الحاجة إلى الوخز والألم ونزول الدم.