اجتماعية مقالات الكتاب

وطنٌ لا ندافع عنه ونحميه لا نستحق العيش فيه

حقاً إن السعودية وطننا وملاذنا بعد الله أكرمنا الله بها وأودع فيها من الخيرات ما جعله متاعاً حسناً لأهلها وجعلها عوناً لكل المتضررين في العالم الإسلامي ولن نستطيع حصر ما تقدمه المملكة من معونات ووقفات تحسب لها تاريخياً فالقائمة طويلة ومنذ تأسيسها وخيرها ممتد لكل المحتاجين دون كلل أو ملل.

وواجب على كل السعوديين معرفة ذلك وتقديره قبل غيرهم كما هو الواجب الدفاع عن وطنهم وحمايته والرد عنه بمنطق ووعي.

فالهجوم الحاصل على السعودية من مغرضين وحاقدين أياً كان جنسهم ووضعهم ،يجب أن يُحارب داخل العقول والقلوب السعودية ودراسة الأحداث التي تجري وفهم موقف المملكة منها ضرورة لكل الواعين والمثقفين وحتى البسطاء أمثالي فلست من العقول السياسية أو العسكرية النابغة حتى أدرك أن مملكتي الغالية لا تقف متفرجة على أي حدث في العالم فمابالكم من قضايا المسلمين؟ تعودت أن السعودية تقرأ ما بين السطور وذات رؤية بعيدة المدى وعقلية تحلّل وتخطط وترسم بشكل صحيح إنها ياسادة السياسة الصحيحة المجردة من العشوائية والإستسلام للغضب، السعودية تغضب وتستشيط غضباً لكنها تملك نفسها عند الغضب لتردّ بعقلانية وحنكة وذكاء تنال به ما تريد وتصل للأهداف التي ترسمها وكل أهدافها تكمن في الخير والصلاح لنفسها وللجميع فأمنها واستقرارها خط أحمر الأماكن المقدسة بها خط أحمر مواطنيها ومقدراتها خط أحمر حتى قراراتها التي تتخذها خط أحمر وهذه الخطوط الحمراء تشتد حمرةً ليحترق عندها من أرادها بسوء وعند انتهاك أياً من خطوطها الحمراء تتحد القلوب والعقول مع قادتها لتكون قلباً واحداً ينبض حباً ووفاءً ولاءً وفداءً . هكذا هم السعوديون المخلصون وهم النسبة الأغلب وماسواهم إلا فئة مغرر بها ضلت الطريق لا حساب لها ولا تأثير.

ومن أهداف السعودية عزة ورفعة الشرق الأوسط الجديد وليست المملكة فقط ، وكل ما يلحق الضرر بالمسلمين هو محل اهتمامها لكن بطريقتها وأسلوب تعاطيها مع الأزمات والعبرة دوماً بالخواتيم الناتجة عن السعي الصادق الحكيم وتوفيق الله وما يكتبه.

ما يجري في غزة اليوم أكثر المتألمين فيه هم من لا ذنب لهم المدنيين من كبار سن وأطفال ونساء ومرضى في المستشفيات، تضررت الخدمات وانتشر الرعب والمرض والجوع وكل يوم نسمع غزة تحتضر. وهذه ويلات الحروب . كلنا نتألم لما يتألم له كل مسلم . ومصاب المدنيين في غزة، هو مصابنا. لكن حقيقةً أُدخلت غزة في حرب غير متكافئة مع كيانٍ لا إلا له ولا ذمة :(لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً) الإل يعني: القرابة . سحقت الأخضر واليابس ،يتساوى عندها الجندي حامل الرشاش مع الطفل حامل لعبته. حين تطلق مدافعها لا تفرق بين ثكنة عسكرية أو مستشفى. والغرب مع إسرائيل للأسف يكيل بمكيالين فأين كل المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية من كل ما يجري من انتهاكات إسرائيلية داخل غزة؟ فهل يذكّرنا التاريخ بحرب قصفت المستشفيات وقتلت المرضى والأطفال دون هوادة وبلا رحمة؟

لهذا كان يجب التفكير السليم والتخطيط الصحيح لتحقيق المراد فقد يتحقق بالسلم الكثير من المطالب المعلّقة ممّا لا يتحقق بالحرب.
اللهم احفظ غزة وأهلها والمسلمين في كل مكان ودمتم.

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *