إن الرؤية العظيمة (2030) التي أعلنها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ يحفظه الله ـ والتي حملت في طياتها منذ لحظة انطلاقها الطموحات الكبيرة، والآمال العظيمة والخير الكثير والعطاء الوفير ليس لمواطني هذه البلاد والمقيمين على أرضها فقط، بل عمت أرجاء شاسعة من هذه المعمورة، فحمداً لله تعالى أن وفق قادتنا لكل خير، وزادهم الله من فضله وإنعامه،
ويشهد العالم للمملكة تعاملها المتميز مع الجاليات من المقيمين والزوار، واهتمامها المثالي بالإنسان ودوره في عجلة التنمية والرخاء الذي يشمل الجميع مواطنين ومقيمين ، واعتباره العنصر الأساس الذي من أجله تُبذل كل هذه الجهود، وحينما اجتاحت ( الكورونا ) جميع دول العالم بما فيها مملكتنا ، لم تفرِّق المملكة في الجائحة بين مواطن ومقيم وزائر، وأكدت من خلال كافة برامج المكافحة وتلقي اللقاحات المعتمدة عالميا أن سلامة الجميع هدفها الأول والأخير من أي برامج أو خطط تطلقها ، والجميع كانوا سواء بسواء دون أي تفرقة ، وأيضا بما تشهده السعودية من تطورات في مجال حقوق الإنسان تستهدف رفع جودة الحياة، والعناية بمختلف فئات المجتمع، وحماية حقوق الطفل وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة من المواطنين والمقيمين ، وهو ما يعكس اهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله – بحقوق الإنسان لتحقيق رسالتها السامية وفقًا لمستهدفات رؤية المملكة ، ممّا رسّخ عملياً على أرض الواقع أن المملكة أضحت أنموذجاً عالمياً مثالياً لصون حقوق الإنسان؛ كونها تتعامل مع الإنسان من منطلق سماحة الدين الإسلامي،
ونشر الخير والسلام في العالم أجمع خدمة للإنسانية دون النظر إلى الدين أو المذهب والعرق والجنسية، ولعلنا جميعا نتذكر تسبُّب التعامل التلقائي الراقي الذي وجده المقيم الهندي رام بلفيدسانتوس في توقيف مرور السيل الكبير، في دخوله الإسلام فحوّل إسمه إلى «عمر» بعد إسلامه، موضحاً أن التعامل الراقي والأخلاق الحسنة التي عومل بها من قبل القائمين على مرور السيل الكبير شمال الطائف خلال توقيفه فيه لمدة أسبوع ،جعلاه يدخل الدين الحنيف ،مؤكداً أنه سيكون داعياً للإسلام في بلده عند عودته وسفيراً للأخلاق الحميدة، وهناك آلاف القصص المشابهة التي حدثت مع مقيمين من مختلف الأجناس والتي أظهرت التعامل الراقي مع جميع الجاليات المقيمة أو الزائرة دون أدنى تفرقة بين المواطن والمقيم والزائر فجميعهم أمام القانون سواء ،إضافة إلى كرم الضيافة وحسن التعامل والقدوة الحسنة ، وفتح آفاق التعاون مع العالم من خلال نشر ثقافة الحوار وقيم التسامح والإعتدال ، لذلك فإن مملكتنا تستحق كل نجاح ومجد، وها هي الآن تُحقّق الإنجاز تلو الإنجاز، وتتبوّأ المكانة اللائقة بها عالمياً في كل يوم لتأخذ مكانها الطبيعي في مقدمة دول العالم.