تتميز الطائف بأجواء جميلة على مدى العام كما تتميز بموقع جغرافي يجعلها الأقرب لبيت الله الحرام ولعروس البحر جدة. أمّا مناخها البارد شتاءً المعتدل صيفاً مع ميل للبرودة ،فيحتل صدارة أسباب جذب السياح إليها.
كانت الطائف منذ تأسيس المملكة ،المصيف السعودي المتميز والمفضل لدى الحكومة وكل السعوديين، وعُرفت من قديم الزمان ببساتينها الغنّاء وفواكهها المتفرِّدة بلذّتها، وكم قِيل في الطائف من قصائد وكم احتضنت من علماء وشعراء وأدباء وفنانين.
كانت الطائف بالنسبة لكل أولئك ولغيرهم من أهلها ومن قاصديها ،ملاذاً ناعماً يفيض دفئاً ، وبنسماتها العليلة ،تستمتع النفوس وتسكن وتهدأ من ضجيج الحياة.
أكتب هذا المقال ،والمطر يهطل ،وبرودة جميلة تتسلَّل للمكان ،والأجواء بشكل عام أكثر من رائعة.
هكذا هي الطائف مدينة الأحلام والضباب والخضرة، مدينة الهدوء والإستجمام والراحة، ومهّما تغزّلت في الطائف ،أجدني مقصِّرة فهي تستحق أكثر.
لم أتطرَّق لتاريخ هذه المدينة وعراقتها وكرم أهلها ونبلهم ،فهذا قد لا تكفيه الحروف، ومن تعمَّق في تاريخها ،سيجدها القرية التي دعا لها الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال: (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) صحيح في ذاك الوقت لم يحسنوا استقباله عليه أفضل الصلاة والسلام حين كانوا (يجهلون) لكنهم بعد ذلك أحسنوا اتباعه وفدوه بأرواحهم حين (علموا) وما كان ذلك إلا بتقدير الله عزّ وجلّ.
حُرمت الطائف من أن يكون مسجده عليه الصلاة والسلام فيها ،وكسبت ذلك طيبة الطيبة ،ولم تحرم الطائف من دعوته. وكان بها مسجد عمه وصديقه عبد الله بن العباس رضي الله عنه والحمد لله رب العالمين. كما ذكرت ،الحديث عن تاريخ الطائف يطول، ولعلي هنا اختصر ما يجول في خاطري منذ فترة حول السياحة في الطائف فكم من صديقات من داخل الوطن ومن خارجه قدموا للطائف لكنهم يحتاجون أن يسألوا معارفهم من أهلها عن معالم المدينة وأماكن يرتادونها وتكرر هذا الوضع كل صيف ولأنني من المقلِّين في الخروج والتجوال ،كنت ألجأ دوماً لسؤال المرشد السياحي الأستاذ خالد الشربي فهو مرشد سياحي متعاون وملمّ ، ويعمل لراحة السياح وضمان معرفتهم ومساعدتهم في التخطيط لرحلتهم :لماذا لا يكون للطائف كتيب سياحي يقتنيه السائح فور وصوله ويوزع في نقاط الدخول مجاناً أو بسعر رمزي ويجد فيه بُغيته من فنادق ، شقق فندقية ، بدرجاتها ، مطاعم ومنتزهات ، أسواق ، مراكز مواد غذائية ، معالم تاريخيه وثقافية ، مهرجانات ، متاحف، ورش سيارات ، مستشفيات ومراكز طبية وغير ذلك ممّا يحتاجه السائح ويبحث عنه.
وفي مقدمة هذا الكتيب ،نبذة عن المملكة ومناطقها السياحية ثم عن مدينة الطائف وتاريخها وكم تبعد عن مكة وجدة .
إن حاجة الطائف لكتيب سياحي يكون دليلاً للسياح ومرشداً لهم خلال رحلتهم السياحية ويسهِّل لهم التواصل والحجوزات، أضحت حاجة ملحة وضرورية، وقد أصبحت الطائف وجهة سياحية مفضّلة على مستوى الخليج وستصبح قريباً الوجهة الأفضل على مستوى العالم بإذن الله .ودمتم.
@almethag