ياسر خليل- جدة
أكد مختصون في علم الاجتماع أن هناك انعكاسات سلبية على الأطفال تترتب على مشاهدة مقاطع العنف والقتل والمشاجرات في مواقع التواصل الاجتماعي.وقالوا لـ” البلاد” إنه يجب توجيه الأبناء بعدم مشاهدة تلك المقاطع والابتعاد عن العنف بكل أشكاله وأنواعه تفادياً للمشاكل النفسية المترتبة.
بداية يقول الأخصائي الاجتماعي صالح هليّل :” تُعدّ مشاهد العنف والقتل في مواقع التواصل الاجتماعي تجربة مؤلمة ومؤثرة على الأطفال ، إذ يمكن أن تؤثر هذه المشاهد على صحة الأطفال النفسية والعاطفية والاجتماعية بشكل سلبي ، فعندما يتعرض الأطفال لمشاهدة العنف والقتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد يشعرون بالخوف والقلق والاضطراب”.
وتابع : قد يؤدي تكرار المشاهد المروعة إلى زيادة مستويات التوتر، لدى الصغار، وتكريس العدائية لدى الأطفال، وقد يؤثر على تطورهم النفسي والعاطفي ، وقد يصبح العنف والقتل جزءًا من واقعهم المتخيل، مما يؤثر على قدرتهم على التعاطف والتفاعل الاجتماعي بشكل صحيح.
ويختتم هليّل حديثه بقوله:” يكمن دور الأسرة في حماية الأطفال ومنعهم من متابعة أخبار العنف والقتل على وسائل التواصل الاجتماعي في مراقبة استخدام الأطفال لهذه البرامج والتأكد من أنهم لا يتعرضون لمحتوى عنيف أو مؤذٍ ، وتوجيههم وتعليمهم كيفية التعامل مع المحتوى العنيف والقتل على وسائل التواصل الاجتماعي ، ويمكنهم توضيح الأخطار وتعزيز الوعي بأهمية اختيار المحتوى الإيجابي والمفيد ، كما يجب أن تكون الأسرة متاحة للحوار والاستماع إلى مشاعر الأطفال ومخاوفهم بشأن المشاهد العنيفة، وأن تكون نموذجًا حسنًا لأطفالهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يتبع الأهل سلوكًا صحيًا ومسؤولًا على الإنترنت ويعرضوا للأطفال كيفية استخدام هذه المواقع بشكل إيجابي ومفيد”.
وفي السياق تقول الأخصائية الاجتماعية دلال العطاوي : لاشك أن العقل الباطن يتأثر بشكل مباشر مع ما يمارسه الفرد في حياتية اليومية، وتحديدا ما يشاهده ويطلع عليه ويتفاعل معاه دون إدراك منه ، ونخص بالذكر فئة الأطفال الذين يعتبرون في مرحلة المحاكاة والتقليد ويبحثون عن مصدر للقدوة وشخصيات يحتذون بها ويحاكون تصرفاتها ، وما نشاهده حاليًا هو كثرة انغماس الأطفال في الألعاب التي بها مشاهدة العنف والقتل وتحديدا ألعاب الحروب والأسلحة والمعارك العدوانية ، أو الافلام والمسلسلات الكارتونية ، وتقمصهم لتلك الشخصيات ذات الطابع العدواني .
وأضافت : لا شك بأن الأمور السابقة التي ذكرت تترك أثراً سلبياً على الطفل من الناحية الاجتماعية والنفسية وبالأخص في شخصيته،كميوله للعدوانية والانفعال في تعاملاته مع الآخرين ، وإعتقاده بأن حقه يأتي دائمًا عن طريق الشجار والضرب ، وينخفض لدية الشعور بالذنب أو الإحساس بالألم ومعاناة الآخرين ، كما وقد يعتقد الطفل بأن أي تصرف قد يحدث من المحيطين به منصب لإلحاق الأذى به مما ينتج عنه انفعالات لا تتلائم مع الموقف ذاته ،فضلا عن ضعف الذاكرة وتشتت التركيز وإنخفاض المستوى الدراسي، والاحساس بالتوتر والقلق الدائم وعدم الثقة بالآخرين ، والعزلة الاجتماعية .
وخلصت دلال إلى القول: لا شك أن الأسرة ستنعكس عليها تلك المشكلة أيضا حيث سيصل الوالدين لمرحلة لن يستطيعا فيها السيطرة على تصرفات الطفل العدوانية معهم ومع الآخرين، وقد يؤدي ايضاً إلى تعدّي الطفل على والديه لإعتقاد الطفل بأن العنف هو أمر طبيعي ويجب اتخاذ هذا التصرف في اي موقف يستدعي ذلك ، مما يولد صعوبة في فصل الطفل عن العالم الافتراضي عن حياتة الطبيعية .
وتتفق الأخصائية الاجتماعية شهد القاسم مع الآراء السابقة وتقول: قد نلاحظ إن الأجهزة الإلكترونية أصبحت في متناول الأطفال منذ سن صغيرة ، إذ نجد طفلاً في عامه الرابع أو الخامس لا ينفك عن اللعب بالجوال لساعات عديدة، بل قد لا يعي محيطة وما يحدث حوله ، كما نرى الأطفال يتوجلون بكلا البرامج دون رقابة ودون حد زمني، ممّا يسهم في تأثيرات سلبية عديدة عبر رؤيتهم للمشاهد الخادشة وللأفكار الهدامة إلى مشاهد العنف والقتل، وقد لا يعلم الوالدين شيئًا عن ذلك، أو قد يحدث تساهل اما لجهل أو إنشغال ولا مُبرر لذلك، فالأطفال أمانة سوف يسأل عنها كل والد.
تداعيات مشاهد العنف على الأطفال
- زيادة مستوى التوترلدى الصغار
- تكريس العدائية لدى الأطفال
- تؤثر على تطورهم النفسي