تمثل الحدائق العامة وسيلة داعمة في جودة الحياة على مستوى دول العالم، وتعتبر وسيلة فاعلة في ارتياد أفراد تلك الشعوب إليها للراحة والاستجمام في أوقات فراغهم، وتحظى تلك الحدائق بعناية فائقة من الجهات المعنية في بلدانها وشمولها وتأهيلها بالمقوِّمات التي تجعل منها وجهة جاذبة لكل مرتاديها سواءً من أبنائها أو من الزائرين إليها.
ولا أبالغ إذا قلت إن بلادنا والحمد لله في طليعة الدول التي اهتمت اهتماماً بالغاً بتعدُّد الحدائق المؤهلة في معظم مدنها وقراها، وخاصةً في المخططات الحديثة، وأهّلتها تأهيلاً يليق بها من حيث توفير جميع وسائل الراحة والإستجمام للآتين إليها من مواطنين وزوار، وما يزال التوسع في هذه الحدائق وتأهيلها جارياً باعتبارها الوسيلة الجاذبة لتنفُّس سكان الأحياء.
ومن مدن المملكة التي حظيت بنصيب وافر من هذه الحدائق ،مدينة الطائف مصيف المملكة الأول، فبها من الحدائق المميّزة، حديقة الملك فهد بحي قروى، وحديقة الملك عبدالله بحي السحيلي – يرحمهما الله – ومنتزه الردف العالمي بالردف، وحديقة الجال بحي الجال، إضافة إلى العديد من الحدائق الصغيرة المؤهلة والمنتشرة في معظم الأحياء، والتي تعتبر متنفّساً لسكان تلك الأحياء، وتبذل الجهات المعنية في أمانة المدينة عناية هامة بخدمة هذه الحدائق وصيانتها ومراقبة حسن سير العمل فيها.
وتعاوناً مع الدولة – أيدها الله – ممثلة في أمانات المدن والتي أنفقت في إقامة هذه الحدائق وتأهيلها ملايين الريالات، كان لزاماً علينا نحن المواطنون باعتبارنا شركاء فاعلين ومستفيدين من هذه الحدائق، أن نحافظ على محتوياتها والإستمتاع بمعطياتها الخيرة، بعيداً عما يشوبها من التصرفات والممارسات المقلقة للمتنزهين، وقيام بعض الصبية، وخاصة في الفترات المسائية بعيداً عن أعين الرقباء بكتابة عبارات خارجة عن الذوق والأدب على جوانب بعض الحدائق وبعض جدران الأحواش والمنازل والشوارع المجاورة لهذه الحدائق، ممّا يساعد على انتشار (التشوُّه البصري) التي تسعى أمانات المدن إلى علاجه والقضاء عليه واستبداله بمناظر حضرية جاذبة محلياً ونهضوياً.
خاتمة: ولعلّ من وسائل العلاج الناجع في كشف وعلاج الممارسات المقلقة التي تجري في بعض الحدائق، وكذا الكتابات الخارجة عن الذوق والأدب الناتجة عن التجمّعات حول هذه الحدائق وخاصة في الفترات المسائية، هو تركيب كاميرات مراقبة، ومن خلالها توقع العقوبات اللازمة على المتسيبين والتي تبدأ بالغرامات المالية، ومن ثم تتدرج في حالة التكرار
بما يناسبها من العقوبات الأخرى ، حرصاً على سلامة وأمن هذه الحدائق من أي عبث قد يُعكّر صفو الآتين إليها من مواطنين وزوار.
وبالله التوفيق.