“عشرُ خطواتٍ لتصبح صاحبَ ثروةٍ”
تلكَ بعضُ العباراتِ التي تمرُّ علينا خلالَ تصفّحِنا لصفحاتِ الانترنت ومواقعِ التواصلِ الاجتماعي.
جُملٌ رنّانةٌ يَنجذبُ لها كثير من الناس، بما جُبلوا عليه من حبِّ المال لطلبِ الغنى ورفعِ مستوى المعيشة، وتحقيقِ حياةٍ أفضل.
ولا شكّ أن المالَ قد يُحَصِّلُ به الإنسانُ شيئا من الغنى، فيستغني عن مسألةِ الناس وطلبِ الحاجات منهم.
ولكنْ ثمةَ غنىً هو أكملُ وأتمُّ وأشملُ من غنى المال، يصلُ الإنسانُ بهذا الغنى إلى مستوياتٍ عليا من السعادة، ويحقّقُ له حياةً مثلى، لا يمكن أن يصلَ إليها بالمالِ وحده.
ذلكمُ الغنى هو غنى النفس، بأن تقنعَ النفسُ بما آتاها الله، وترضى بما قسم لها من الرزق، قليلاً كان أو كثيراً.
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ليسَ الغِنَى عن كَثْرَةِ العَرَضِ، ولَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ)فكم من أصحاب الأموال والمتاع من لا يقنعُ بما أُوتي، فهو في نَهَمٍ مستمر، يلهثُ وراءَ متاع ِالدنيا، يجمعُ منها فلا يشبع، ويغترفُ منها فلا يرتوي، إذا أُعطِيَ وادياً من ذهب، مدَّ عينَه إلى الوادِ الآخر، وإذا أكرمه اللهُ بجبالٍ من النِّعم، أعمى بصرَه عنها وتطلعَ لما وراءَها، فهو كالفقيرِ المحتاجِ من شدّةِ حرصِه وتلهّفِه لمتاعِ الدنيا.
وأما غنيُّ النفسِ فلديه كنزُ القناعةِ الذي لا يفنى، ومعينُ الرضا الذي لا ينضب، فهو مطمئنٌّ سعيدٌ بما رزقه الله. يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ارْضَ بما قسم اللهُ لك تَكُنْ أَغْنَى الناسِ).
هذا هو الغنيُّ حقا، الذي يستمد غِناه من قلبه، برضاهُ عن قسمةِ ربه، قنوعٌ بفضل الله، فهو بذلك نال الفلاحَ في الدنيا والآخرة. قال النبيٌّ صلى الله عليه وسلم: (قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ).
يتبع ..