البلاد – وكالات
بينما تستمر المواجهات بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلية، أطلقت الفصائل آلاف الصواريخ واجتاز مقاتلوها الحدود فقتلوا ما لا يقل عن 600 وأسروا العشرات؛ بينهم قائد عسكري كبير، بينما ردت إسرائيل بإعلان الحرب على قطاع غزة، وقصفت القطاع المكتظ بالسكان، ما أسفر عن مقتل 313 على الأقل وإصابة الآلاف.
وتوعدت فصائل غزة بالاستمرار في الحرب، وذلك على لسان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وعضو مكتبها السياسي، ناصر أبو شريف، الذي أكد أن إيقاف الحرب بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة قريبًا، أمر مستحيل. وأضاف أبو شريف، أمس (الأحد): “كافة الأطراف تتحرك إذا أرادت إسرائيل لها أن تتحرك، لكن الآن إسرائيل تريد أن تجبي ثمنًا من فصائل المقاومة بعد ضربتها القوية التي تلقتها”. كما أكد أن تبادل ملف الأسرى سيكون مطروحًا على الطاولة في أقرب فرصة ممكنة، خصوصًا في ظل أسر عدد كبير من الإسرائيليين.
وقال: “نوعية الأسرى الإسرائيليين الذين بيد الفصائل وعددهم الكبير سيفرض على إسرائيل أن تطرح ملف الأسرى، لكنها الآن تريد أن تجبي الثمن الأكبر والرد على ما أصابها، وبعد ذلك من الممكن طرح هذا الملف”.
من جهتها، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين، وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن استخدام طائرات مسيرة انتحارية خلال الهجوم الذي انطلق من غزة. وأصدرت ألوية الناصر صلاح الدين بيانا قالت فيه: “ضمن معركة طوفان الأقصى، ألوية الناصر صلاح الدين تعلن- ولأول مرة- عن إطلاق سرب من أنماط مختلفة للطائرات المسيرة الانتحارية تجاه أراضينا المحتلة”، مضيفاً أن هناك مفاجآت قادمة في المواجهة التي تخوضها فصائل فلسطينية من غزة مع إسرائيل، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 إسرائيلي وإصابة أكثر من 1800.
وأفاد بيان لكتائب القسام بأن سلاح الجو التابع لها شارك في اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى بالانقضاض على مواقع العدو وأهدافه بـ 35 مسيرة انتحارية من طراز الزواري في جميع محاور القتال.
وردت إسرائيل بعملية عسكرية ضارية أسفرت عن سقوط المئات بين قتيل وجريح في قطاع غزة. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، أن المجلس الإسرائيلي السياسي الأمني المصغر وافق على إعلان حالة الحرب مع قطاع غزة رسمياً. فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بارتفاع عدد قتلى الجانب الإسرائيلي في الهجوم الذي شنته فصائل فلسطينية في غزة إلى 600 قتيل. وقال تلفزيون “آي 24” في تغريدة على منصة إكس: إن عدد المصابين من الجانب الإسرائيلي فاق 2000 مصاب.
في موازاة ذلك قتل 4 مسلحين بعد اشتباكات في مفترق عسقلان، وذلك بعد الحديث عن ملاحقة مركبة بداخلها مسلحون أطلقوا النار على المفترق. كما اندلعت اشتباكات بين قوات إسرائيلية محصنة بدبابات ومسلحين في كيبوتس ماغن بغلاف غزة، مع وجود حالة استنفار لوحدات الاستطلاع الإسرائيلية على حدود قطاع غزة. وطلبت الشرطة الإسرائيلية من سكان كيبوتس أوفاكيم بغلاف غزة التحصن في منازلهم.
ومع تواصل الغارات الإسرائيلية على مواقع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير القدرات العسكرية لحماس والجهاد، مؤكداً أن المجلس الوزاري الأمني المصغر وافق على تدمير كل تلك القدرات. كما شدد على أن بلاده مقبلة على حرب طويلة وصعبة. وكان نتنياهو توعد بكلمة سابقة أمس الأول بالانتقام من هذا اليوم الأسود.
إلى ذلك، أعلنت كتائب من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية النفير العام، والبدء بشن هجمات باتجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، استجابة لمعركة “طوفان الأقصى”. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد اجتماعاً طارئاً مع مسؤولين مدنيين وأمنيين. وقالت الوكالة الرسمية: إن عباس وجه “بضرورة توفير الحماية لأبناء شعبنا”، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال.
وأضافت الوكالة أن عباس وجه أيضاً بتوفير كل ما يلزم من أجل تعزيز صمود وثبات أبناء شعبنا في وجه الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين.
من جهتها، دعت حركة فتح، كافة قيادتها وأطرها وكوادرها وأبنائها للنفير العام، وحملت حكومة العدو الصهيوني والمجتمع الدولي كافة المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد.
وأكدت على ضرورة التئام إطار القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة، وطالبت جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم فى الداخل والخارج بالانخراط المباشر فى هذه المعركة المفتوحة، مثمنة عالياً ما حققه شعبنا وأذرعه الكفاحية المختلفة من إنجازات تراكمية فى القدس وجنين ونابلس والخليل ورام الله وغزة باغتت العدو وأسقطت منظومته الأمنية ومرغت أنفه فى التراب. ووجهت الحركة رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية الخالدة بضرورة التحرك العاجل نصرة للقدس الشريف- أولى القبلتين.
إلى ذلك، أدانت العديد من الدول الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، مطالبة بـتدخل عاجل لوقف هذه الجرائم والانتهاكات السافرة والمتكررة، والعمل على إنهاء الاحتلال، وإعادة الحقوق إلى أصحابها.