تشير الدراسات والممارسات اليومية،إلى أن تأثير وإتجاهات وسائل الإعلام المعاصر،هي التي تشكِّل مشهد المعلومات الضخمة وتدفقاتها ونشرها . فهناك عدة محاور يدور فيها فلك الإعلام الحديث . منها تطور التكنولوجيا الرقمية ووسائط التواصل الإجتماعي .. وتقنيات صناعة المحتوى والتحولات التي طرأت على أنماط الإستهلاك المعلوماتي من قبل المجتمعات والأفراد بجميع أطيافهم وغيرها الكثير.
لقد إنتقلت وتحولت مصادر الإعلام والمعلومات من الوسائط المطبوعة والمرئية كالصحف والمجلات والتلفزيون ،إلى العوالم الرقمية من حيث التطور الكثيف والسريع لتبادل المعلومات والإستفادة منها وإستهلاكها أو تقاسمها مع مختلف الأفراد والمجتمعات والمصادر والمواقع الإلكترنية..
الثورة الرقمية ساعدت على الإنتشار المعلوماتي فائق السرعة . حيث تلعب الهواتف المحمولة والذكية والإنترنت السريع والمواقع الإلكترونية على التغيير بل جعلت من كل البشر مراسلين صحفيين وصنّاع للأخبار من جميع أنحاء العالم و إلى أقصى المعمورة خلال ثوان معدودات.
لقد أصبحت وسائط التواصل الإجتماعي بمثابة حارس المرمي الصامد لبوابة المعلومات والتحكم في توزيعها وإنتشارها حتى وصل تأثيرها الشديد الى تشّكيل الرأي العام إيجاباً أوسلباً وذلك عن طريق صناعة المعلومة والتأثير على المحتوي الإخباري مما أدي الى طمس الخطوط الفاصلة بين الصحافة التقليدية وتقارير البشر من عامة الناس ، كما وصل تأثيرها على الأحداث السياسية ومجريات الإنتخابات الرئاسية في دول العالم .
وإذا عرّجناعلى تقنيات صناعة المحتوي المعلوماتي والإخباري من خلال ال يو تيوب و تك توك ومقاطع الفيديو الحية والمباشرة ومواقع الإجتماعات والفيسبوك وتقنيات الواقع الإفتراضي والمعزز الخ ..،نجد أن هذه التقنيات ماهي إلا البداية والقادم سيكون له وقع مدهش وعظيم على صناعة المحتوي الإعلامي وذلك بالإستعانة وتزاوج تلك التقنيات بالذكاء الإصطناعي التوليدي الذي سيغزو البشر والحجر كالسيل الهادر .
وأخيراً،فإن المشهد الإعلامي تغير بشكل جذري بفضل وسائط التواصل الإجتماعي والتي أثّرت إيجاباً علي التواصل بين البشر والوصول الى المعلومة بسرعة آنية ولكنها أيضا تحمل تحدّيات جديدة في طياتها تتطلب وعياً وحذراً شديديْن من مستهلكي المعلومة بسبب آثار التزّييف والتشّويه للحقائق والوقائع الحيّة.