الأمن الغذائي أحد أكبر التحديات التي يواجهها العالم، على ضوء عوامل عديدة متداخلة، ما بين تأثيرات التغير المناخي من جفاف وفيضانات، والزيادة السكانية المضطردة، وأزمات سلاسل الإمداد للحبوب خلال فترة الجائحة، ثم التطورات العالمية الحالية المرتبطة بحروب وصراعات في مناطق عدة من العالم، وتبقى قضية الفقد والهدر الغذائي، أحد أبرز المشكلات لخسائرهما الكبيرة، التي تشكل ثلث الطعام المنتج عالميًا، بحجم وفقًا لتقارير الأمم المتحدة بنحو (1.3) مليار طن، ما يمثل ثلث الطعام المنتج عالميًا.
وفي ظل هذه التحديات، تتزايد أهمية تعزيز روافد وأسباب الأمن الغذائي، ومنها تقليل الفقد والهدر، وهي قضية حاضرة في المملكة، وتستوجب المزيد من الوعي المجتمعي الاستهلاكي، والضوابط والاشتراطات التخزينية المنزلية والتجارية.
من هنا تأتي أهمية الحملات التي تقوم بها الهيئة العامة للأمن الغذائي، ممثلة بـ “البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء”، للتوعية بالممارسات السليمة للاستهلاك، خاصة أن حجم الفقد والهدر الغذائي في المملكة لايزال كبيرًا “4” ملايين طن سنويًا، وبالتالي يستحق الكثير من التجاوب المجتمعي والتجاري، والإسهام في الجهود الكبيرة لاستدامة الأمن الغذائي.