البلاد – وكالات
قبل أن ينته الليبيون بعد من دفن جثث ضحايا كارثة درنة شرق البلاد، جاءت تحذيرات أخرى أثقلت قلوبهم مجدداً، عندما أعلن جهاز طب الطوارئ والدعم تحذيراً لسكان جنوب غرب البلاد من تشكل السيول؛ نتيجة الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال الأيام القادمة. وقال الجهاز: إنه من المتوقع أن تشهد المنطقة الغربية هطول أمطار غزيرة في الأيام القادمة، مع التغيرات المناخية التي تشهدها، وفي ضوء التنبؤات الجوية الحالية، مضيفاً أن هذه الأمطار الغزيرة قد تتسبب في تشكل سيول وارتفاع منسوب المياه؛ نظرًا لوجود مناطق منخفضة في المنطقة. يأتي ذلك متزامناً مع مخاوف أعرب عنها سكان محليون يعيشون بالقرب من سدود متهالكة في ليبيا، من تكرار المأساة بسبب عدم الصيانة. وأكد السكان احتمال تعرض سد وادي كعام الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 33 مليون متر مكعب من المياه، للانهيار في حالة امتلائه، بما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى سيل جارف على غرار ما جرى في درنة؛ جراء الإعصار دانيال.
وأوضح السكان أنهم يخشون امتلاء السد مجددًا وتكرار ما حدث، لأن هطول الأمطار بما يزيد عن حده، سيؤدي إلى طوفان وسيل قوي جدًا، سيغطي زليتن ووادي كعام والخمس، خصوصاً أن تلك السدود لم تخضع لعمليات صيانة منذ أكثر من 10 سنوات. في حين تعتبر هذه السدود أحد أكبر السدود الترابية في منطقة غرب ليبيا.
وفيما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها في انتشال الجثث والبحث عن المفقودين في درنة، بينما تواجه السلطات المحليّة صعوبات في التعامل مع الجثث بعد تحلّلها وتعفنها وتزايد الروائح المنبعثة منها.من جهته، أكد المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، أن اقتراح الحكومة المكلفة من البرلمان بشأن مؤتمر إعادة الإعمار في درنة سيكون أكثر فعالية، إذا عقد بالاشتراك مع المؤسسات التي تدير موارد التمويل. وقال نورلاند في بيان نشرته السفارة الأمريكية في ليبيا: “يحتاج الليبيون إلى التأكد من أن المال العام يستخدم بشفافية ومسؤولية، وأن المساعدات تذهب إلى المحتاجين”. وأضاف: “على الليبيين إنشاء هيئات تتيح للسلطات في أنحاء البلاد الاتفاق على تحديد أولويات الإنفاق في مجال إعادة الإعمار”، حاثاً السلطات الليبية على إنشاء الهياكل الموحدة التي تمثل الشعب الليبي دون تأخير، بدلًا من إطلاق مبادرات منفصلة لإعادة الإعمار.