حاوره: ياسر خليل
كشف الخبير الجراحي ورئيس مركز تحديد وتصحيح الجنس في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور ياسر صالح جمال لـ”البلاد” عن إجراء 2000 عملية تصحيح للجنس إلى الآن لحالات من داخل السعودية وخارجها منذ افتتاح المركز قبل نحو 40 عاماً،حتى الآن، مبيناً أن الذكورة أكثر، ولكن ليس بفارق كبير، عن التصحيح للأنوثة.
إذ إنه خلال تلك الفترة تم افتتاح مركز تحديد وتصحيح الجنس في عام 2006م وتم عرض خبراتنا في مجال تصحيح الجنس في المؤتمرات المحلية والعالمية متضمنة التطورات التي أدخلناها على تلك العمليات لتحسين النتائج وظيفياً و تجميلياً ، كما تم تأليف كتاب بالاشتراك مع الدكتور محمد علي البار وعنوانه” الذكورة والانوثة بين التصحيح والتغيير والاختيار ” وتم نشر عدة أبحاث في مجلات علمية .
وتابع : كان لنا السبق في التأكيد على مسمى تصحيح الجنس بدلاً من مصطلح إعادة تحديد الجنس والذى يشمل عمليات تغيير الجنس المحرمة ، وإذا كانت تسمية المركز بهذا المصطلح “مركز تصحيح الجنس” فهو المركز الوحيد الذي يحمل هذا المسمى والآداء والذي يتوافق مع ما تسمح به الشريعة الاسلامية من عمليات جراحية لتصحيح الجنس ، ويستبعد عمليات تغيير الجنس المحرمة شرعًا.
ولفت إلى أهمية التفريق بين تصحيح الجنس الذي يعني تصحيح بعض الاختلاطات للوصول بالشخص إلى الجنس الحقيقي له سواء كان ذكرا أو أنثى، والتغيير الذي يعني التبديل الكامل من ذكر إلى أنثى أو العكس لمجرد الشعور بالرغبة النفسية في ذلك، ولا يوجد قصور في الجهاز التناسلي الخارجي، وهذا الأمر حرام ولا يجوز، أما التصحيح فجائز، الأمر الثاني أن العقود الأربعة الأخيرة شهدت نقلة كبيرة في معالجة هذه المشكلة تشخيصيًا وعلاجيًا لتقدم التحاليل الهرمونية الوراثية وأنواع التصوير الطبي الصوتي والمقطعي الشعاعي والمغناطيسي والمناظير ودراسة الأنسجة التشخيصية، وهناك الكثير من الأبحاث الطبية في هذا الجانب.
وحول أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مثل هذه الحالات، قال: هناك عدة أسباب رئيسية لمثل تلك الحالات منها الوراثة بنسبة كبيرة، وتناول أدوية أو وجود اختلال في هرمونات الأم تسبب خللاً في تكوين الأجهزة التناسلية أثناء الحمل، لذا ينبغي عدم تناول الهرمونات وغيرها من الأدوية التي قد يكون لها تأثير هرموني على الجنين ويؤدي إلى خلل في تكوين الأجهزة التناسلية. وحول الركائز التي تقوم عليها عمليات تصحيح الجنس قال : هناك نوعان من الركائز أساسية وثانوية الركائز أو المحددات الأساسية وهي الكروموزومات والغدد الجنسية ، فالشخص يكون ذكرا إذا كان يحمل كروموزوم XY ولديه خصيتان ويكون أنثى إذا كانت تحمل كروموزومات XX ولديها مبيضان، أما إذا حدث خلل في الكروموزومات أو الغدد الجنسية كوجود أنسجة مبيض وخصية في نفس الشخص فعندها نلجأ إلى المحددات والركائز الثانوية وتشمل الأجهزة التناسلية الخارجية والداخلية والقدرة على ممارسة العلاقة الحميمة ومستقبل الإنجاب ورغبة الشخص ومشاعره نحو الذكورة والأنوثة ورغبة الوالدين “في حالة الأطفال”، وعمر الشخص عند تشخيص الحالة ، فيتم دراسة كل هذه المعطيات بشكل دقيق ثم يتخذ قرار تحديد الجنس إلى الجنس الأقرب لقدرات ورغبات الشخص بعيدا عن المعاناة المعيشية والنفسية.
وعن بعض الحالات التي أجريت لها عملية تصحيح الجنس وما زالت عالقة في ذاكرة البروفيسور جمال قال:
أتذكر أول مريضة كانت عروساً زفت الى زوجها الذي أحضرها مفزوعاً الى مستشفى الجامعة ، حيث أتضح له رغم إنها انثى إلا إن أجهزتها التناسلية أشبه بالذكور ، وقد تم علاجها في ذلك الوقت من قبل طبيبة النساء والولادة وقد حضرت عملية تصحيح جهازها التناسلي الى جهاز أنثوي وانتهت مأساة العريس والعروس ، وهناك فاطمة التي جاءت إلى الحج وغادرت إلى بلدها باسم عبدالله بعد تصحيح جنسها، وأخرى نجوى تم تثبيت جنسها إلى عبدالرحمن ، وغيرها من الحالات التي تم تصحيح أوضاعهم حتى يعيشوا بهويتهم الصحيحة. وخلص البروفيسور جمال حديثه بقوله: بعد مرور أربعة عقود من الزمن تم إضافة دماء جديدة للفريق الطبي بالمركز من أساتذة واستشاريين لمواصلة العمل وزيادة الخبرات وتقديم العلاج للمرضى خاصة وأن تلك الحالات تحتاج إلى رعاية مستمرة ولمدة طويلة وحتى سن الزواج وما يترتب عليه.