البلاد ــ الظهران
أتاح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، خلال فعاليات اليوم الوطني فرصة لزوّاره التعمق في تاريخ المملكة عبر لوحة فنّية بعنوان “شواهد العز” التي تستنطق الماضي والحاضر مع أُفق المستقبل، وذلك ضمن مجمل مساهمات شركة أرامكو السعودية في اليوم الوطني الـ93، حيث جمعت اللوحة ملوك المملكة كافة والنهضة الحضارية وكأنها تعيد بريق وأمجاد التاريخ منذ عهد الملك المؤسس.
وشكّلت اللوحة حالة فنّية فريدة لاقت استحسان الفئات العمرية كافة، ينطوي بداخلها مكنونات تأملية تُلهم المتلقي وتستوقفه لساعات، حيث تقلّب صفحات التاريخ وما دوّنته أمهات الكتب، واتكأت على عناصر ورموز عريقة إلى أن باتت أيقونة مبهجة لكافة زوّار إثراء الذين اصطفوا من أجل التقاط صورة مع ملوك المملكة.
وتروي اللوحة الفنّية إنجازات الملوك وجهود وقصة عظماء على مّر العصور، سرد فنّي بحسب وصف العديد من الحضور , وقال أستاذ التاريخ الأكاديمي حمد الأحمري: “إن اللوحة أشبه بذاكرة تاريخية جماعية استطاعت تحديد ملامح كل ما نبحث عنه بأبعاد فنّية”، ويشاطره الرأي الفنان التشكيلي علي العبدالواحد قائلًا “براعة الفّن لايفوقها شيء، فاللوحة تضم أسرار حضارة بأكملها، بما يوحي تساؤلات ودلالات وإثارة فضول حول المتغيرات لجميع القطاعات”.
وحققت لوحة “شواهد العز” النصيب الأوفر في ذكريات الزوّار الذين أجمعوا بأنها “تذكار فنّي ينبض بالأمل ويعكس إرثا حضاريا بطابع فنّي”. من ناحية اخرى جذبت فعاليات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” أكثر من 85 ألف زائر، خلال فعاليات اليوم الوطني الـ93 التي نظمها المركز واستمرت ثلاثة أيام، والعديد من ورش العمل عن المهن الحرفية واليدوية، والمشهد المستقبلي للمدن السعودية، التي لاقت استحسان الحضور الذين تجوّلوا بين بوابة الدرعية ومدينة نيوم، ومشاريع ذا لاين، والسودة للتطوير، وأخرى ذات صلة بالنهضة العمرانية والرؤية المستقبلية لمناطق المملكة.
وتنوّعت الفعاليات بين الأفلام السينمائية والعروض التفاعلية والأدائية، فيما حظيت الألعاب الشعبية بنسبة حضور عالٍ، لارتباطها بذاكرة الماضي، فيما عبّر العديد من زوّار إثراء عن تفاعلهم مع “نغني للوطن” بنسخته الثانية، فيما شهدت لحظة اليوم الوطني داخل حدائق إثراء، تفاعل جماهيري مع العرض الأدائي الرقمي. وتمكّن الزوّار من التعرف على 6 لهجات شعبية من مناطق عدة في المملكة، عبر باركود خاص أتاح فرصة التعّرف على اللهجات والاستماع إلى قصص حكايات الماضي وأُحجية الأجداد حسب لهجة أهل كل منطقة وتاريخها، إضافةً إلى مشاركة الحضور في العرضات الشعبية والأغانيا لوطنية.
فيما تابع المئات قصة الفُل والليمون بسلاسة وانبهار، عبر الشاشات الضخمة من خلال أفلام وثائقية قصيرة كشفت مراحل زراعتهما وتحديدًا في منطقة الأحساء التي تشتهر بهذا النوع من الزراعة، إضافةً إلى متابعة تاريخ فيلم تخليد فّن القط العسيري الذي توهج بألوانه ورسوماته الفريدة وسط إقبال من محبي الحرف اليدوية وزخارف التصاميم الشعبية.
كما سجّل متحف الطفل ومعرض الطاقة في “إثراء” حضورًا فريدًا بتقديم ما يعزز من حب الوطن عبر رسومات وأفكار ولقطات حيّة جميعها مستوحاة من الهوية الوطنية وجذور الماضي، وخلصت العروض بإنتاج كم هائل من لوحات الزوّار ومنتجاتهم، في حين حازت ورشة عمل “صنّاع القوارب” على اهتمام المتوافدين إلى إثراء؛ لارتباطها بتاريخ المنطقة الشرقية، إلى جانب العديد من التحديات والألغاز المصاحبة لذلك.