اليوم الوطني ليس مجرد إحتفال، بل رؤية ومراجعة وحلم يتحقق . اليوم الوطني يوم واجب الأداء لخدمة الوطن.
كثيرون يعتبرون هذا اليوم بمثابة يوم لخدمة الوطن لأنه يعكس حالة هذا الشعب ودرجة إنتمائه وولائه لهذه الأرض ولهذا الوطن، ومن ثم يطلقون عليه يوم الخدمة بدلاً من اليوم الوطني فيعدّ بذلك واحداً من تلك الأيام الكثيرة التي تعبر عن خدمة الوطن والتعبير عن الإنتماء والولاء له. ولهذا السبب يظهر أكثر من يوم واحد للإحتفال بالوطنية وخدمة الوطن في بعض البلدان ويظل هذا التقليد سائداً ليربط هذه الشعوب بوشائج الوطنية والإنتماء التي لا تنقطع ويظهر هذا الشعب في مناسبات متعددة من العام وهو أكثر تماسكاً وحباً وولاءً لهذا الوطن.
إن ذكرى يوم الوطني (93)، يأتي ووطننا يمر بمرحلة جديدة من التحدّيات من خلال الرؤية المستقبلية ” رؤية المملكة 2030 ” التي تعكس تطلعات القيادة ـ حفظها الله ـ لبناء مستقبل مشرق لهذا الوطن وتحقيق التنمية الشاملة.
اليوم الوطني ذكرى نفخر بها جميعاً لكيان عظيم أرسى دعائمه وثبّت أركانه رجل بذل الغالي والنفيس ليجمع شمل أبناء الوطن الواحد ويوحّد كلمتهم تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
لقد كانت انطلاقة هذه النهضة منذ اليوم الوطني السعودي الأول ولازال عطاء ذلك الغرس المبارك مستمراً.
(93) عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه تحقيق الإنجازات المتواصلة سياسياً واقتصادياً وتنموياً في مملكتنا الحبيبة لتُجسد مسيرة البناء والرخاء للدولة الفتية وتتواصل مسيرة التنمية والتطوير في أبهى صورها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (حفظهما الله) وفق رؤية المستقبل المشرقة ” رؤية المملكة 2030 “.
فقد شهدت المملكة في العهد الزاهر مشاريع عملاقة في مختلف المجالات التعليمية والصحية والبلدية والعمرانية والطرق والمواصلات بالإضافة إلى المشاريع العملاقة التي شهدتها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة خدمة لضيوف الرحمن، إلى جانب الارتقاء بالمستوى المعيشي والتعليمي للمواطن السعودي وغير ذلك من مشروعات التطوير والتحديث التي جعلت المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
إن الاحتفال باليوم الوطني يعمل على تعزيز روح المواطنة والانتماء بغرس حب الوطن لدى كل مواطن في تلمس المنجزات والقفزات التنموية والحضارية التي شهدتها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات والتي علينا أن نتذكر أن ما نعيشه من طمأنينة نفسية واقتصادية واجتماعية وأسرية قلما تجتمع في شعب واحد فالشعوب الغربية بترفها واقتصادياتها الكبيرة إلا أنها تنحدر كثيراً في مجال الطلاق والأسرة والخواء الروحي وفي الجانب الآخر بلاد غنية بالجانب الروحي والنفسي ولكنها تعاني أزمة اقتصادية لذلك تنعم بلادنا ولله الحمد والمنة بميزة جمعت محاسن الدين والدنيا والفضل يعود لتوفيق الله عز وجل ولقيادتنا الحكيمة التي طبقت شرع الله وبذلك استطاعت أن تجنب البلاد أزمات اقتصادية وفتناً كقطع الليل المظلم قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) سورة الأنعام (82).
إننا مطالبون اليوم بتعزيز وحدتنا الوطنية وتوحيد صفنا وكلمتنا وأهدافنا وذلك بتجاوز الطابع الاحتفالي إلى ميدان عملي يعبر عن حبنا الحقيقي للوطن من خلال نوافذ أكثر وعياً وإشراقاً تكرّس للوعي بقيمة الوطن، نشحذ فيه الهمم لمواصلة البناء والتطور والتنمية الحضارية ونجسد فيه تلاحم الموطنين مع القيادة الحكيمة ووحدة البلاد، وزرع روح الولاء والانتماء لهذا الوطن.
حفظ الله لهذه البلاد المباركة قيادتها وأدام عزها ورخاءها وأمنها وأن تستمر مسيرة البناء والنماء والعطاء انه سميع مجيب الدعاء. وبالله التوفيق.
رئيس مجلس إدارة جمعية خيركم
لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة