تحتفل المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع بالذكرى الثالثة والتسعين لليوم الوطني الذي يوافق 23 سبتمبر والذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه توحيد هذه الأرض المقدسة تحت راية “لا إله إلا الله، محمد رسول الله” بعد جهد كبير استمر لسنوات طويلة بذله الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصون في جمع شتات هذه المنطقة الكبيرة والمركزية من العالم، وتوحيد أجزائها المتفرقة على هدي من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكل هذا تم بفضل الله ثم بفضل النية الصادقة والخالصة لله سبحانه وتعالى والتي كانت النهج الدائم للمغفور له الملك عبدالعزيز، ثم أكمل أبناؤه البررة الطريق على نفس النهج في توفير العيش الكريم لأبناء الوطن حتى وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله ومدّ في عمره ونحن نعيش ولله الحمد في أمن وأمان. واليوم نقطف نحن السعوديون ثمرة هذه الجهود الكبيرة فأصبحنا نعيش في دولة متقدّمة مؤثرة ينظر لها العالم بعين الإعجاب والتقدير على كل النجاحات والخطوات التطويرية الهائلة وخاصة تلك التي حققتها المملكة منذ الرؤية التي أطلقها وأعلن عنها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في عام 2016 قبل أكثر من سبع سنوات.
ولعلّنا في هذه المناسبة الغالية على كل سعودي ، نتذكر بكل فخر واعتزاز تلك الملحمة التي سطّرها الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه في تحقيق هذه الوحدة التاريخية حيث جمع أجزاء هذه البلاد تحت راية التوحيد الخالدة وأرسى دعائم العدل والأمن والاستقرار في هذه البلاد المترامية الأطراف التي اختارها الله لكي تكون قبلة المسلمين في شتى أقطار الأرض.
وفي هذا اليوم أيضاً يستشعر السعوديون القيمة الروحية الكبيرة التي يحملها كل مسلم إزاء هذه الأرض الطاهرة التي نبذل فيها أرواحنا في حمايتها والدفاع عنها فهي تضم بين جنباتها أقدس بقعتين على ظهر الأرض هما مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث المسجد الحرام والكعبة الشريفة، ومسجد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وقد اختارها الله لكي تكون مهبط الوحي ومصدر الرسالة الخالدة التي جاء بها الإسلام وانتشرت في كل جزء في هذا العالم. تحمل هذه الأرض الطيبة مكانة روحية عظيمة إذ يقصدها الملايين من المسلمين لأداء العمرة والحج على مدار العام.
اليوم الوطني هو مناسبة عزيزة على قلوبنا نتذكر فيها الخطوات الكبيرة نحو التقدم والازدهار التي حقّقها هذا الوطن منذ توحيده وحتى الآن، ونذكّر فيها الأجيال الجديدة بهذا المجد الكبير الذي حققه أجدادهم وبضرورة إكمال مسيرتهم في الحفاظ عليه والدفاع عنه وتقديم كل ما فيه خير هذا الوطن وازدهاره المستمر.
اليوم الوطني لمملكتنا الغالية مناسبة كبرة لتجديد الولاء والعهد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أمدهما الله بعونه ووفقهما إلى كل ما فيه خير ومصلحة هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً.