البلاد – جدة
تتوالى الأصداء العالمية من المحللين والدوائر السياسية والاقتصادية، للمقابلة الهامة التي أجراها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مع بريت باير، كبير المذيعين السياسيين لشبكة “فوكس نيوز” في نيوم؛ حيث أكد سموه أن المملكة العربية السعودية، هي أكبر قصة نجاح في هذا القرن، وأنها الدولة الأسرع نمواً في جميع القطاعات، وحققت أكبر زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بين مجموعة العشرين لمدة عامين متتاليين، وتتطلع إلى الفرص والاستثمار والتنمية.
وأكد المحللون أن الأمير محمد بن سلمان تطرق بوضوح إلى القضايا السياسية، وثوابت المملكة في دعم الاستقرار والسلم إقليميًا وعالميًا، وحماية مقدراتها.
وقد قال سمو الأمير محمد بن سلمان في المقابلة الشاملة لشبكة “فوكس نيوز”: إن المملكة هي قصة هذا القرن، وأن الاقتصاد السعودي غير النفطي هذا العام، سيكون من الأسرع في مجموعة الـ 20، مضيفًا: ” إننا نعمل على نقل السعودية إلى الأفضل دائمًا، وتحويل التحديات إلى فرص، وهذا ما برز جليًا من خلال سرعة تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030″، مشددًا على أنّ الاقتصاد السعودي يحتل المرتبة 17 عالمياً، وبإمكانه العودة ضمن قائمة أكبر 7 اقتصادات على مستوى العالم.
وأعلن سموه، أنه ” يجري العمل على إنجاز بعض الأمور، التي نتطلع إلى الانتهاء منها في النصف الأول من عام 2024، وبعد ذلك يجب أن ننتقل إلى التنفيذ والاستعداد لرؤية 2040، والإعلان عنها في عام 2027 أو 2028، هذا هو الأمر الأساسي الذي نركز عليه”.
وقال سموه: إن المملكة حاولت الانضمام إلى «مجموعة الدول السبع الكبرى» لكن بعض الدول أرادت إملاء شروط.
وأضاف: أركّز وقتي على مُتابعة ما يخدم مصالح السعودية وشعبها، مؤكدًا أن الشعب السعودي مؤمن بالتغيير، وهو من يدفع لذلك… وأنا واحد منهم.
وقال حفظه الله: إن استثمارنا في السياحة رفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي من 3 في المائة إلى 7 في المائة، وزاد أن السياحة في السعودية جذبت 40 مليون زيارة، نستهدف من 100 مليون إلى 150 مليوناً في 2030.
القضية الفلسطينية
في الشق السياسي، قال سمو ولي العهد في المقابلة:” نتباحث مع الأميركيين للوصول إلى نتائج جيدة ترفع معاناة الفلسطينيين، وشدد على أهمية حل القضية الفلسطينية، عادّاً ذلك أساسياً في أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل.
وعن تعليق المفاوضات بشأن العلاقة مع إسرائيل، قال الأمير محمد بن سلمان: إن ذلك” غير صحيح… وهي كل يوم تتقدم، وسنرى إلى أين ستصل” مضيفًا أنه في حال نجحت إدارة بايدن في أن تعقد اتفاقاً بين السعودية وإسرائيل، فسيكون ذلك أضخم اتفاق مُنذ انتهاء الحرب الباردة، وأن الاتفاقيات المُرتقبة مع الولايات المُتحدة مُفيدة للبلدين ولأمن المنطقة والعالم.
توازن القوى
وعن العلاقة مع إيران، قال الأمير محمد بن سلمان: إنها تتقدم بشكل جيد، ونأمل أن تستمر كذلك لصالح أمن واستقرار المنطقة، مشددًا على أن أي سباق تسلح نووي في المنطقة، لن يُهدد أمنها فحسب، بل هو مُهدد لأمن العالم، مضيفًا بأن “توازن القوى في المنطقة يتطلب حصولنا على سلاح نووي؛ متى حصلت عليه إيران”، مضيفًا أن الصين هي التي اختارت أن « تتوسط بيننا وبين الإيرانيين».
سياسة الحوار
وقال سمو ولي العهد في المقابلة، وهي الأولى مع شبكة إخبارية أميركية كبرى منذ عام 2019: إن قرارات خفض إنتاج النفط هدفها استقرار السوق، وليس مساعدة روسيا في حربها. وعن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، قال: “علاقاتنا جيدة مع روسيا وأوكرانيا، ونفضل مسار الحوار، ولا ندعم طرفاً على حساب آخر”.
وتحدث الأمير محمد بن سلمان عن العلاقات مع الولايات المتحدة، وقال: بيننا وبين واشنطن روابط أمنية مهمة. لدينا علاقة مميزة مع الرئيس بايدن، وتابع أن السعودية تريد أن تأتي الشركات الأميركية والأجنبية للاستثمار في بيئة آمنة بالشرق الأوسط، مضيفاً سموه:” نحن من أكبر 5 مشترين للأسلحة الأميركية، وانتقالنا لشراء الأسلحة من دول غير الولايات المتحدة ليس من مصلحتها.