البلاد- جدة
عندما كانت المشاركة القارية من الأمور التي لا يجرؤ مشجعو برايتون الإنجليزي حتى على الحلم بها، يبدأ “النوارس” اليوم الخميس، قصة أقرب إلى الخيال، حين يستضيفون فريق أيك أثينا اليوناني في مستهل مشوارهم في مسابقة “يوروبا ليغ”، في حين يجد مواطنهم العريق ليفربول نفسه في مكان لا يرغب فيه، بعدما اعتاد على أضواء دوري الأبطال.
تعتبر زيارة أيك أثينا إلى ملعب “أميكس” في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية، التي تضم البطلين السابقين لدوري الأبطال أياكس أمستردام الهولندي، ومرسيليا الفرنسي، مناسبة لم يكن من الممكن تصورها في الأيام المظلمة، عندما بدأ برايتون على وشك الانهيار.
كان برايتون في يوم من الأيام متهالكاً مثل الرصيف الغربي الذي دمرته الحرائق على شاطئ الساحل الجنوبي للمدينة، لكن أصبح الآن يمتلك أحد نماذج الأعمال الأكثر إثارة للإعجاب في كرة القدم العالمية.
تسعى الأندية إلى محاكاة قدرة برايتون على التجوال في الكرة الأرضية بحثاً عن لاعبين شباب مغمورين، مثل الإكوادوري مويسيس كايسيدو، والأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، والإسباني مارك كوكوريا، الذين تطوروا جميعاً كي يصبحوا كنزاً للنادي، بعدما تخلى عنهم في صفقات هائلة ضخمة مقارنة بما أنفقه لضمهم.
ساعدت هذه السياسة المبتكرة النادي على تحدي الصعاب وصولاً إلى مفاجأة الجميع بإنهاء الدوري الممتاز الموسم الماضي في المركز السادس، ما شرّع الباب أمامه للمشاركة القارية الأولى في تاريخه.
وأظهر برايتون أن ما حققه الموسم الماضي لم يكن وليد الصدفة؛ إذ بدأ هذا الموسم بقوة أيضاً، وأحرج مانشستر يونايتد السبت بإسقاطه في معقله “أولد ترافورد” بنتيجة 3-1.
إنه موقف قوة غير مسبوق لنادٍ كان قبل 26 عاماً على وشك الخروج من الدوري، ولم يكن لديه ملعب خاص به.
وبعد أعوام من المشقة والترحال لخوض مبارياته البيتية بعيداً عن الديار، جاء الفرج على لاعب البوكر المحترف توني بلوم الذي اشترى النادي عام 2009، أي قبل عامين من افتتاح ملعبه الجديد القائم على مشارف المدينة.
مراهنة بلوم على برايتون أعطت ثمارها، فبعد غياب دام 34 عاماً، صعد الفريق إلى دوري الأضواء عام 2017، وكان اللعب أوروبياً حلماً بعيد المنال، لكنه تحول الآن إلى حقيقة بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي تزيربي، الطامح إلى النقاط الثلاث في مستهل هذه المغامرة القارية التاريخية، للفريق الذي يدرك أن أيك أثينا سيكون على الأرجح مفتاح منافسته على بطاقة التأهل المباشر إلى ثمن النهائي، أو أقله نيل المركز الثاني المؤهل إلى الملحق، لاسيما في ظل وجود الخبيرين أياكس ومرسيليا في المجموعة.
الريدز في مكان لا يريده
إذا كانت المشاركة في “يوروبا ليغ” حلماً بالنسبة لبرايتون، فإن مواطنه ليفربول، الذي يحل ضيفاً على لاسك النمسوي في المجموعة الخامسة، التي تضم أيضاً أونيون سان-جيلواز البلجيكي، وتولوز الفرنسي، لا يرغب إطلاقاً التواجد في هذا المكان، لاسيما بعدما استعاد مكانته بين كبار القارة العجوز، وشارك في مسابقتها الأهم دوري الأبطال في المواسم الـ 6 الماضية، وأحرز اللقب عام 2019 للمرة الأولى منذ 2005 والسادسة في تاريخه.
ويبدو فريق المدرب الألماني يورغن كلوب عازماً على تجنب ما حصل معه الموسم الماضي، حين حل خارج المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري الأبطال، بعدما بدأ الـ “بريميرليغ” هذا الموسم بـ 4 انتصارات وتعادل في المراحل الـ 5 الأولى.
روما يواجه شيريف
بعدما حلّ الموسم الماضي وصيفاً للمتخصص في المسابقة إشبيلية الإسباني، يبدأ روما الإيطالي مشواره في المجموعة السابعة ضد مضيفه شيريف تيراسبول المولدافي بمعنويات مرتفعة جداً، نتيجة الفوز الكاسح، الذي حققه فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الأحد في الدوري على إمبولي بسباعية نظيفة، بينها ثنائية للأرجنتيني باولو ديبالا، وهدف أول للبلجيكي روميلو لوكاكو بألوان نادي العاصمة.
وبذلك، تنفس مورينيو الصعداء بعد بداية موسم كارثية، إذ دخل نادي العاصمة اللقاء وهو في المركز الـ 19 قبل الأخير بنقطة واحدة فقط من 3 مباريات، لكنه استفاد من وضع ضيفه القابع في ذيل الترتيب من دون نقاط؛ كي يحقق انتصاره الأول، ويتحضر بشكل جيد للحلول ضيفاً على شيريف تيراسبول في مجموعة تضم أيضاً سلافيا براغ التشيكي، وسيرفيت السويسري اللذين يتواجهان الليلة على أرض الأخير.